وقد مرّ ويأتي أيضاً قول النبيّ صلىاللهعليهوآله لأصحابه : «إنّي أخاف عليكم من فتنة السرّاء أكثر ممّا أخاف من فتنة الضرّاء» (١) .
وقال بعض الصحابة : بلينا بفتنة الضرّاء فصبرنا وبلينا بفتنة السرّاء فلم نصبر (٢) .
أقول : وسنذكر إن شاء اللّه تعالى ـ فيما سيأتي ـ نبذاً ممّا ورد في الحديث من التصريح بكون خصوص جماعة من هذه الاُمّة على هذا المنوال ، وأنّهم من الأشرار ، كالتصريح بخصوص بني اُميّة ، وبني العبّاس وأتباعهم وأمثال ذلك ، لاسيّما المعادين لآل محمّد عليهمالسلام .
وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «اطّلعت على الجنّة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطّلعت على النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء» (٣) .
وفي خطاب اللّه تعالى لموسى عليهالسلام : «ياموسى ، أبناء الدنيا فتن بعضهم لبعض ، فكلّ مزيّن له ما هو فيه ، والمؤمن (مَن) (٤) زيّنت له الآخرة ، ياموسى ، إذا رأيت الفقر مقبلاً ، فقل : مرحباً بشعار الصالحين ، وإذا رأيت الغنى مقبلاً ، فقل : ذنب عجّلت عقوبته» .
وقال : «ولا تغرّنّك الدنيا وزهرتها ، ولا ترض بالظلم ، فإنّي للظالم رصيد حتّى اُديل منه المظلوم ، كيف يجد قوم لذّة العيش لولا التمادي في الغفلة ، والاتّباع للشقوة ، والتتابع للشهوة ، ومن دون هذا يجزع
__________________
(١) الجامع الصغير ٢ : ٣٩٨ / ٧١٩٨ ، مجمع الزوائد ١٠ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، كنز العمّال ٣ : ٢٥٧ / ٦٤٣١ ، وفيها بتفاوت في بعض الألفاظ .
(٢) سنن الترمذي ٤ : ٦٤٢ / ٢٤٦٤ عن عبدالرحمن بن عوف بتفاوت .
(٣) مسند أحمد ١ : ٣٨٨ / ٢٠٨٧ ، و٥٩٣ / ٣٣٧٦ ، و٥ : ٥٩٢ / ١٩٣٥١ ، كنز العمّال ١٦ : ٣٨٧ / ٤٥٠٣٥ بتفاوت يسير فيهما .
(٤) أثبتناها من نسخة «ش» .