ورسوله وبجميع ما جاء به الرسول صلىاللهعليهوآله بلسانه وقلبه ، وأطاع اللّه بجوارحه للّه عزوجل ،
والثانية : أهل الوعيد بالنار ، وهم الكافرون ، أي : من كفر باللّه أو برسوله صلىاللهعليهوآله ، أو بشيء ممّا جاء به الرسول صلىاللهعليهوآله إمّا بقلبه أو بلسانه أيضاً ، أو خالف اللّه في شيء من كبائر الفرائض استخفافاً .
وإنّ الباقين : أهل الضلال ، لا مؤمنون ولا كافرون ، وأمرهم إلى اللّه عزوجل إن شاء أدخلهم الجنّة برحمته ، وإن شاء أدخلهم النار بعدله ، وجعلهم عليهالسلام أربع فِرَق :
الاُولى : المستضعفون الذين لا يهتدون إلى الإيمان سبيلاً ؛ لضعف عقولهم ، أو عدم استطاعتهم كالصبيان والمجانين والبُله ، ومن لم تصل الدعوة إليه .
والثانية : هم ضعفاء الدين الذين عدّهم اللّه صريحاً من المرجئين لأمر اللّه في الآية (١) ، أي : مؤخّر حكمهم صريحاً إلى مشيئته يوم القيامة ، وهم الذين تابوا من الكفر ودخلوا في الإسلام ، إلاّ أنّه لم يستقرّ في قلوبهم ولم يطمئنّوا إليه بَعْدُ ، قال عليهالسلام : ومنهم «المؤلّفة قلوبهم» و«من يعبد اللّه على حرف» قبل أن يستقرّ على الإيمان أو الكفر .
والثالثة : فسّاق المؤمنين الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخَر سيّئاً ، ثمّ اعترفوا بذنوبهم فعسى اللّه أن يتوب عليهم .
والرابعة : أصحاب الأعراف ، قال عليهالسلام : «وهُم قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم لا يرجّح أحدهما على الآخَر ليدخلوا به الجنّة أو النّار ، فيكونون
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٠٦ ( وَءَاخَرُونَ مُرْجَونَ لأَمْرِ اللّهِ ...) .