وفي اُخرى : «لو لم تتخاذلوا عن نصرة الحقّ ، ولم تهِنوا عن توهين الباطل لم يطمع فيكم من ليس مثلكم ، لكنّكم تِهْتُمْ متاه بني إسرائيل ولعمري ، ليُضعّفنّ لكم التيه من بعدي أضعافاً بما خلّفتم الحقّ وراء ظهوركم ، وقطعتم الأدنى ، ووصلتم الأبعد» (١) ، الخبر .
ولعلّ مراده عليهالسلام بالتيه في هذه الاُمّة تحيّرهم في أودية الضلالة بحيث يموتون على هذه الحالة ، أو حرمانهم من معرفة بقية الأئمّة .
وفي صحيحي البخاري ومسلم : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «لتتبعنّ سنن من قبلكم شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ، حتّى لو سلكوا جُحر ضبّ لسلكتموه» (٢) وفي موضع من البخاري وصحيح مسلم : «حتّى لو دخلوا جُحر ضبّ لتبعتموهم» قلنا : يارسول اللّه اليهود والنصارى ؟ قال : «فمن؟!» ، ورواه الحميدي هكذا أيضاً في الجمع بين الصحيحين (٣) ، وأخبار أهل البيت عليهمالسلام بهذا المضمون مستفيضة (٤) .
وفي صحيح البخاري أيضاً : عن أبي هريرة ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «لا تقوم الساعة حتّى تأخذ اُمّتي بأخذ القرون السابقة قبلها شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع» ، فقيل : يا رسول اللّه ، كفارس والروم ، قال : «ومن الناس (٥) إلاّ اُولئك» ، ورواه الحميدي أيضاً وفيه : «حتّى تأخذ اُمّتي مأخذ القرون
__________________
(١) نهج البلاغة : ٢٤١ الخطبة ١٦٦ .
(٢) صحيح البخاري ٤ : ٢٠٦ .
(٣) صحيح البخاري ٩ : ١٢٦ ، صحيح مسلم ٤ : ٢٠٥٤ / ٢٦٦٩ ، الجمع بين الصحيحين ٢ : ٤٣٧ / ١٧٥٣ ، وأورده السيوطي في جامع الأحاديث ٥ : ٢٢ / ١٦٩٥٠ .
(٤) كمال الدين ٢ : ٤٨٠ ، كتاب سُليم بن قيس ٢ : ٥٩٩ ، تفسير القمي ٢ : ٤١٣ .
(٥) في «ش» نسخة بدل : «ومَن هم» .