اللَّهُ ) (١) ، الآية ، روى حديث حذيفة هكذا : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أنتم أشبه الاُمم سمتاً ببني إسرائيل ، لتركبنّ طريقهم» (٢) إلى آخر الخبر .
وفي جامع الاُصول روى حديث الترمذي هكذا : إنّه كان للمشركين شجـرة يسمّونها ذات أنـواط يعلّقون عليها أسلحتهم ، فقال المسلمون للنبيّ صلىاللهعليهوآله : اجعل لنا ذات أنواط ، فقال : «هذا مثل قول قوم موسى عليهالسلام : اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ؛ لتركبنّ سنن من كان قبلكم» . أخرجه الترمذي (٣) ، وزاد فيه رزين (٤) : «حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ، حتّى إن كان فيهم من أتى اُمّه يكون فيكم ، ولا أدري أتعبدون العجل ، أم لا؟» (٥) انتهى .
وستأتي أخبار اختلاف هذه الاُمّة كسائر الاُمم في الباب الآتي ، وسنبيّن هاهنا ما هو نظير عبادة العجل .
والظاهر أنّ مراده صلىاللهعليهوآله بقوله : «ولا أدري أتعبدون العجل ، أم لا؟» الإشارة إلى تحقّق النظير دون أصله ، كطلبهم ذات أنواط ، لا كإتيان الاُمّ مثلاً ، وحينئذٍ فالتعبير هكذا للإشعار بشدّة التشابه ، فافهم .
وروى السيوطي أيضاً من الكتاب الكبير للطبراني عن ابن مسعود ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أنتم أشبه الاُمم ببني إسرائيل لتركبنّ طريقتهم حذوة
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٤٤ .
(٢) تفسير الكشّاف ٢ : ٢٤٣ .
(٣) سنن الترمذي ٤ : ٤٧٥ / ٢١٨٠ .
(٤) رزين بن معاوية بن عمّار العبدري الأندلسي السرقسطي ، يكنّى أبا الحسن ، إمام الحرمين، جاور بمكّة دهراً ، له كتب ، منها : التجريد للصحاح الستّة ، مات سنة ٥٣٥هـ .
انظر : روضات الجنّات ٣ : ٣٤٥ /٣٠٣ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ : ٢٠٤ / ١٢٩ ، شذرات الذهب ٤ : ١٠٦ ، الأعلام ٣ : ٢٠ .
(٥) جامع الاُصول لابن الأثير ١٠ : ٣٤ / ٧٤٩٢ .