باب عليّ عليهالسلام : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله سمع كلام الناس في ذلك فخطب وقال : «إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم أنّي اُسكن عليّاً عليهالسلام في المسجد واللّه ، ما أخرجتُهم ولا أسكنته (١) ، إنّ اللّه تعالى أوحى إلى موسى وأخيه عليهماالسلام : أن تبوّأ لقومكما بمصر بيوتاً ، واجعلوا بيوتكم قبلة ، وأقيموا الصلاة ، فأمر موسى عليهالسلام أن لا يسكن مسجده ، ولا ينكح فيه ، ولا يدخله جُنباً إلاّ هارون وذرّيّته ؛ وأنّ عليّاً عليهالسلام منّي بمنزلة هارون من موسى عليهالسلام ، وهو أخي دون أهلي ، ولا يجوز مسجدي لأحد أن ينكح فيه النساء إلاّ عليّ وذُرّيّته عليهمالسلام ، فمن شاء فهاهنا» وأومأ بيده نحو الشام (٢) ، وسيأتي هذا مع غيره مفصّلاً ، لا سيّما في الفصل الرابع من تلك المقالة .
ومن كتاب صحيح النسائي (٣) والخوارزمي وغيرهما ـ كما يأتي ـ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لكلّ نبيّ وصيٌّ ووارث ، وإنّ وصيّي ووارثي عليّ عليهالسلام » (٤) ، وسيأتي هذا مع غيره مفصَّلاً في الفصل السادس من تلك المقالة .
__________________
(١) في علل الشرائع زيادة : «بل اللّه أخرجهم وأسكنه» .
(٢) علل الشرائع ١ : ٢٠٢ / ٣ (باب ١٥٤) ، المناقب لابن المغازلي : ٢٥٥ / ٣٠٣ ، الطرائف ١ : ٨٧ / ٦١ ، العمدة لابن البطريق : ١٧٨ / ٢٧٥ ، بتفاوت يسير .
(٣) هو أحمد بن عليّ بن شعيب بن عليّ النسائي ، يكنّى أبا عبدالرحمن ، كان عارفاً في الحديث ، سئل في دمشق عن معاوية وفضائله ؟ فقال : لا أعرف له فضيلة إلاّ : «لا أشبع اللّه بطنك» ! له كتب منها : السنن ، والضعفاء والمتروكون ، وخصائص عليّ عليهالسلام ، ولد سنة ٢١٥ هـ ، ومات سنة ٣٠٣ هـ .
انظر : العبر ١ : ٤٤٤ / ٣٠٣ ، المنتظم ١٣ : ١٥٥ / ٢١١٢ ، وفيات الأعيان ١ : ٧٧ / ٢٩ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ١٢٥ / ٦٧ .
(٤) المناقب للخوارزمي : ٨٤ / ٧٤ ، الكامل لابن عديّ ٥ : ٢١ / ٨ / ٨٨٨ ، المناقب لابن المغازلي : ٢٠٠ / ٢٣٨ ، فردوس الأخبار للديلمي ٣ : ٣٨٢ / ٥٠٤٧ ، ولم نعثر عليه في سنن النسائي .