وقد جعل اللّه للعلم أهلاً ، وفرض على العباد طاعتهم بقوله : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) .
وبقوله : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٢) .
وبقوله : ( اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٣) .
وبقوله : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٤) .
وبقوله : ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) (٥) ، والبيوت هي بيوت العلم الّتي استودعها الأنبياء ، وأبوابها أوصياؤهم ، فكلّ عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي أهل الاصطفاء ، وعهودهم ، وحدودهم ، وشرائعهم ، وسننهم ، ومعالم دينهم مردود غير مقبول ، وأهله بمحل كفر وإن شملتهم صفة الإيمان ؛ ألم تسمع قول اللّه تعالى : ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ) (٦) ( وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ) (٧) .
فمن لم يهتد من أهل الإيمان إلى سبيل النجاة لم يغن عنه إيمانه باللّه مع دفعه حقّ أوليائه ، وحبط عمله ، وهو في الآخرة من الخاسرين .
وقد قال اللّه عزوجل : ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٨) ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) في هذا الموضع هم المؤتمنون
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٥٩ .
(٢) سورة النساء ٤ : ٨٣ .
(٣) سورة التوبة ٩ : ١١٩ .
(٤) سورة آل عمران ٣ : ٧ .
(٥) سورة البقرة ٢ : ١٨٩ .
(٦) سورة التوبة ٩ : ٥٤ .
(٧) سورة التوبة ٩ : ١٢٥ .
(٨) سورة المائدة ٥ : ٥٦ .