التطهير (١) لم تكن بين آيات النساء (٢) ، وأمثال ذلك .
وبالجملة : إنكار تطرّق الاشتباه والسقوط والتحريف باللحن والتصحيف والتقديم والتأخير مكابرة صريحة في مقابل العقل والنقل ، حتّى نقلوا : أنّ عثمان أيضاً اعترف بأنّ فيه بعض اللحن ، إلاّ أنّه قال : لكن العرب يصحّحونه (٣) بألسنتهم (٤) ! وهذا هو بعينه ما صدر من اليهود والنصارى من تحريف الكتابين وتضييع جمّة منهما .
وخلاصة هذه القصة ـ على ما يظهر من ملاحظة مجموع ما نقله هم ، وأهل الإسلام ، لاسيّما أئمّة أهل البيت عليهمالسلام الذين كانوا أعرف منهم بكتبهم وأحوالهم ، بل أصل الكتب السماويّة كلّها عندهم ، كما ينادي به ما يأتي في فصل بيان علومهم ـ : أنّ موسى عليهالسلام لمّا ارتحل عن الدنيا أوصى بأسرار التوراة والألواح إلى يوشع بن نون عليهالسلام وصيّه من بعده ، وأودعه ما كان عنده من العلوم وكتب الأنبياء عليهمالسلام ، فلمّا شوّش على يوشع أمره مـن دخـل في أمـره من قومه ، ولم يتمكَن يوشع بذلك مـن إظهار ما عنده ، بقي التوراة متفرّقاً ، وكان يحفظ كلّ شخص شيئاً منه إلى أن غلب عليهم بخت نصّر (٥) ، فقتل كثيراً من حفّاظ ذلك ، فلمّا رأى بعض أولاد
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣ ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
(٢) انظر : تفسير القمّي ٢ : ١٩٣ .
(٣) في النسخ وردت : (يصحّحوه) ، والظاهر أنّ ما أثبتناه هو الصواب .
(٤) التفسير الكبير ١١ : ١٠٦ بتفاوت ، كنز العمّال ٢ : ٥٨٦ ـ ٥٨٧ / ٤٧٨٤ ـ ٤٧٨٦ .
(٥) بخت نصّر : اسمه ( بخترشه ) ، وهو مرزبان العراق والغرب من قِبَل الملك لهراسب ، أحد ملوك الفرس ، والمرزبان مَن كان صاحب ربع مِن المملكة وقائداً عسكريّاً ووزيراً ، وصاحب ناحية من النواحي وواليها ، وقد بعث به للنفوذ إلى