في الباب الآتي .
ثمّ ذكر الشهرستاني وغيره في بيان مذاهب المجوس : أنّهم كانوا يحلّلون نكاح الأخوات والبنات وأمثالها من المحارم (١) .
ولا يخفى أنّ نظير هذا في هذه الاُمّة ما أفتى به الشافعي (٢) من تحليل تلك المحارم إذا حصلت من الزنا (٣) .
وقالوا أيضاً : إنّ أكثر اليهود والنصارى يحلّلون الخمر ما لم يسكر (٤) .
ومثله قول من قال : بحلّيّة النبيذ ما لم يصل إلى حدّ الإسكار (٥) .
وقالوا أيضاً : إنّ من الفلاسفة والمحصّلة من العرب والبراهمة (٦)
__________________
(١) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٣٨ ، تلبيس إبليس : ٨٨ .
(٢) هو محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان ، يكنّى أبا عبداللّه ، وإليه يرجع المذهب الشافعي ، وله كتب ، منها : الاُمّ ، الرسالة ، المسند ، ولد سنة ١٥٠ هـ ، ومات سنة ٢٠٤ هـ ودفن بمصر .
انظر : الجرح والتعديل ٧ : ٢٠١ / ١١٣٠ ، الفهرست لابن النديم : ٢٦٣ ، تاريخ بغداد ٢ : ٥٦ / ٤٥٤ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٦٣ / ٥٥٨ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٥ / ١ .
(٣) الاُمّ ٥ : ٢٥ .
(٤) لم نعثر عليه .
(٥) بداية المجتهد ٢ : ٩١٢ .
(٦) وهم قبيلة في الهند يقولون : إنّهم من ولد «برهمي» ـ ملك من ملوكهم قديم ـ ويمثّلون طائفة دينيّة تنسب إلى «براهما» ، أي : اسم اللّه جلّ جلاله ، في اللغة السنسكريتية ، وهو عند البراهمة : الإله الموجود بذاته لا تدركه الحواسّ وإنّما يدرك بالفعل ، وكتابهم المقدّس «الفيدا» و«البوراتا» الذي يمثل الديانة مختلطة بالتثليث ، ولهم أصنام ثلاثة لآلهتهم الثلاثة : براهما «الإله الخالق» ، فيشنوا «الإله الحافظ» ، سيفا «الإله الملاشي» .
انظر : الفصل في الملل والأهواء ١ : ٦٩ ، والملل والنحل للشهرستاني ٢ : ٢٥٠ ، والمعجم الموسوعي للديانات والمذاهب ١ : ١٧٥ ، وقاموس الأديان والمذاهب : ٥٠ .