فغنم ، أو سكت فسلم ، نحن أهل البيت نقول : إنّ الأئمّة منّا ، وإنّ الخلافة لا تصلح إلاّ فينا ، وإنّ اللّه تبارك وتعالى جعلنا أهلها في كتابه وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، وإنّ العلم فينا ونحن أهله ، وهو عندنا مجموع كلّه بحذافيره ، وإنّه لا يحدث شيء إلى يوم القيامة حتّى أرش الخدش إلاّ وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول اللّه صلىاللهعليهوآله » (١) .
وقال عليهالسلام : «اللّهمّ إنّي لأعلم أنّ العلم لا يأرز (٢) كلّه ولا ينقطع موادّه ، وإنّه لابدّ لك من حجج في أرضك حجّة بعد حجّة على خلقك ، يهدونهم إلى دينك ويعلّمونهم علمك ؛ كيلا يتفرّق أتباع أوليائك ، ظاهر ليس بالمطاع ، أو مكتتم يترقّب ، إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم فلم يغب عنهم قديم ، مبثوث علمهم ، وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة ، اُولئك الأقلّون عدداً الأعظمون عند اللّه أجراً» (٣) .
والأخبار عنه عليهالسلام من هذا القبيل كثيرة ، كفى ما ذكرناه لصاحب البصيرة ، وسنذكر كثيراً منها في مواضعها إن شاء اللّه تعالى .
وفي روايات عن سُليم بن قيس (٤) ، وكذا في كتاب سليم أنّه قال
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٥٦ / ١٥٥ ، في ضمن الحديث ص ٦٢ .
(٢) يأرِز : ينضمَّ إلى بعضه ويجتمع ، ولا ينبسط .
انظر : النهاية لابن الأثير ١ : ٣٧ ـ أرز ـ .
(٣) الكافي ١ : ٢٧٤ / ١٣ (باب في الغيبة) ، الغيبة للنعماني : ١٣٦ / ٢ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٥٤ / ١١٦ بتقديم وتأخير وتفاوت يسير .
(٤) سُليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي ، يكنّى أبا صادق ، عدّوه من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين والسجّاد والباقر عليهمالسلام ، كان موثّقاً عندهم عليهمالسلام مقتبساً من علومهم الفيّاضة ، وهو من العلماء المشهورين بين العامّة والخاصّة .
انظر : روضات الجنات ٤ : ٦٥ ، مجمع الرجال ٣ : ١٥٥ ، تنقيح المقال ٢ : ٥٢ ، أعيان الشيعة ٧ : ٢٩٣ ، الأعلام للزركلي ٣ : ١١٩ .