أرادوا أهل الصلاح . . .» (١) ، الخبر .
وقد نقلوا أيضاً أنّه عليهالسلام بعد ما مضى أبوه وتشاجر جماعة من الشيعة في الخلف وأنكر وجوده عليهالسلام بعض منهم ، كتب إليهم بخطه عليهالسلام : «بسم اللّه الرحمن الرحيم ، عافانا اللّه وإيّاكم من [ . . .] الفتن ، ووهب لنا ولكم روح اليقين ، وأجارنا وإيّاكم من سوء المنقلب ، إنّه اُنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشكّ والحيرة في ولاة أمرهم ، فغمّنا ذلك لكم لا لنا ، وساءنا فيكم لا فينا ؛ لأ نّ اللّه معنا فلا فاقة بنا إلى غيره ، والحقّ معنا فلن يوحشنا من قعد عنّا [ . . .] .
يا هؤلاء ، ما لكم في الريب تتردّدون ، وفي الحيرة تنعكسون ، أما سمعتم اللّه عزوجل يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٢) !
أوَ ما علمتم ما جاءت به الآثار ممّا يكون ويحدث في أئمّتكم على الماضين والباقين منهم ؟
أوَ ما رأيتم كيف جعل اللّه لكم معاقل تأوون إليها ، وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم إلى أن ظهر الماضي عليهالسلام ؟ ، كلّما غاب عَلَمٌ بدا عَلَمٌ ، وإذا أفل نجم طلع نجم ، فلمّا قبضه اللّه إليه ظننتم أنّ اللّه أبطل دينه ، وقطع السبب بينه وبين خلقه ، كلاّ ما كان ذلك ولا يكون ، حتّى تقوم الساعة ويظهر أمر اللّه وهم كارهون .
وإنّ الماضي عليهالسلام مضى سعيداً فقيداً على منهاج آبائه حذو النعل
__________________
(١) كمال الدين ٢ : ٤٥٤ / ٢١ (باب ٤٣) ضمن الحديث ، ص٤٦١ ـ ٤٦٢ ، الاحتجاج ٢ : ٥٢٤ / ٣٤١ ضمن الحديث ، ص٥٣٠ ، دلائل الإمامة: ٥٠٦ / ٤٩٢ ضمن الحديث ، ص٥١٤ .
(٢) سورة النساء ٤ : ٥٩ .