بالنعل وفينا وصيّته وعلمه ، ومن هو خلفه ومن يسدّ مسدّه ، ولا ينازعنا في موضعه إلاّ ظالم آثم ، ولا يدّعيه دوننا إلاّ جاحد كافر ، ولولا أنّ أمر اللّه لا يغلب ، وسرّه لا يظهر ولا يعلن ، لظهر لكم من حقّنا ما (ستر عنه) (١) عقولكم ، ويزيل شكوككم ، لكنّه ما شاء اللّه كان ، ولكلّ أجل كتاب .
فاتّقوا اللّه وسلّموا (لنا وردّوا) (٢) الأمر إلينا ، فعلينا الإصدار كما كان منّا الإيراد ، ولا تحاولوا كشف ما غطّي عنكم [ . . .] فقد نصحت لكم واللّه شاهد عليّ وعليكم» (٣) ، الخبر .
وقد نقلوا أيضاً عن الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق الوكيل أنّه قال : لما ادّعى جعفر الكذّاب الإمامة وكتب بذلك كتاباً إلى بعض الشيعة ، أخذت كتابه وكتبت كتاباً إلى صاحب الزمان عليهالسلام وأعلمته بالأمر ، وأرسلت كتابه مع كتابي إليه عليهالسلام ، فخرج إليّ الجواب في ذلك :
«بسم اللّه الرحمن الرحيم ، أتاني كتابك أبقاك اللّه والكتاب الذي أنفذت في درجه ، وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمّنه على اختلاف ألفاظه وتكرّر الخطأ فيه ، ولو تدبّرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه ، والحمد للّه ربّ العالمين على إحسانه إلينا وفضله علينا ، أبى اللّه عزوجل للحقّ إلاّ إتماماً وللباطل إلاّ زهوقاً ، وهو شاهد عليّ بما أذكره [ . . .] إذا اجتمعنا اليوم الذي لا ريب فيه ، ويسألنا عمّا نحن فيه مُختلفون ، وإنّه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من
__________________
(١) كذا في النسخ ، وفي البحار (تبهر منه) ، وفي الاحتجاج والغيبة (تبين منه) .
(٢) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٣) الغيبة للطوسي : ٢٨٥ / ٢٤٥ ، الاحتجاج ٢ : ٥٣٥ / ٣٤٢ ، الصراط المستقيم ٢ : ٢٣٥ ، منتخب الأنوار المضيئة : ٢٢٢ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١٧٨ / ٩ .