ولما عرف الحقّ من الباطل ، ولا العلم من الجهل .
وقد ادّعى هذا المبطل المدّعي على اللّه الكذب بما ادّعاه ، فلا أدري بأيّ حالة بقي (١) له رجاء أن تتمّ دعواه ، أبفقه في دين اللّه ؟ فواللّه ، لا يعرف حلالاً من حرام ، ولا يفرّق بين خطأ وصواب ، أم بعلم ؟ فلا يعلم حقّاً من باطل ولا محكماً من متشابه ، [ . . .] أم بورع ؟ واللّه شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوماً [ . . . ]ولعلّ خبره تأدّى إليكم ، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة ، وآثار عصيانه للّه عزوجل مشهورة قائمة ، أم بآية ؟ فليأت بها ، أم بحجّة ؟ فليقمها ، أم بدلالة ؟ فليذكرها» .
ثمّ ذكر عليهالسلام آيات مناسبة إلى أن ذكر له : «فامتحن هذا الظالم واسأله عن آية من كتاب اللّه يفسّرها ، أو صلاة يبيّن حدودها وما يجب فيها ؛ لتعلم حاله ومقداره (٢) » (٣) ، الخبر .
وقد ذكر عليهالسلام في توقيع آخَر : «وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ اللّه عزوجل يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (٤) ، إنّه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي لأخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي .
وأمّا وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل
__________________
(١) كذا في النسخ ، وفي المصادر : (هي) .
(٢) في «م» : وخبره .
(٣) الغيبة للطوسي : ٢٨٧ / ٢٤٦ ، الاحتجاج ٢ : ٥٣٨ / ٣٤٣ ، تفسير نور الثقلين ٥ : ٧ / ٤ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١٩٣ / ٢١ .
(٤) سورة المائدة ٥ : ١٠١ .