السماء» (١) .
وفي توقيع آخَر (٢) : «وأمّا ظهور الفرج فإنّه إلى اللّه وكذب الوقّاتون ، وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حُجّتي عليكم وأنا حجّة اللّه» .
ومفاد الجميع واضح ، لا سيّما في الدلالة على عدم صحّة اختيار الرعيّة إماماً لهم ، وعلى صفات الإمام وفوائده في زمان الغيبة مع الحكمة المقتضية للغيبة ، وعدم لزوم تعطيل الأحكام حينئذٍ ، كما توهمه المخالفون ، وسيأتي تفصيل هذه المضامين ، لا سيّما في ذكر أحوال الصاحب عليهالسلام ، فتأمّل .
ثمّ هاهنا أيضاً نقل لطيف مناسب للمقام مأخوذ من حديث شريف عنه عليهالسلام ، وهو أنّ جمعاً ، منهم الصدوق رحمهالله نقلوا عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (٣) ، قال : كنت أنا وجماعة عند الشيخ الثقة الجليل أبي القاسم الحسين بن روح (٤) رضیاللهعنه ـ وهو من الأبواب والسفراء في الغيبة
__________________
(١) كمال الدين ٢ : ٤٨٣ / ٤ باب ذكر التوقيعات الواردة عن القائم عليهالسلام ، الغيبة للطوسي : ٢٩٠ / ٢٤٧ ، الاحتجاج ٢ : ٥٤٢ / ٣٤٤ ، بحار الأنوار ٥٣ : ١٨٠ / ١٠ .
(٢) الظاهر من المصادر أنّه توقيع واحد يشتمل على أجوبة لعدة من المسائل ، وعدّه توقيعاً آخَر سهو من النُّسّاخ ، أو أنّ المؤلف اعتبر جواب كلّ مسألة توقيعاً مستقلاًّ .
(٣) محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني يكنّى أبا العباس ، وقد أكثر الصدوق من الرواية عنه في كتبه مترضّياً ومترحّماً عليه ، ومنه يظهر حسن حاله ، بل جلالة شأنه ، ويحتمل أن يكون من مشايخ الصدوق رحمهالله ، بل وجزم به المجلسيّ الأوّل .
انظر : تعليقة البهبهاني : ٢٦٥ ، تنقيح المقال ٢ : ٥٥ / ١٠٢٠٨ من أبواب الميم .
(٤) هو ثالث السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى ، شيخ جليل وثقة أمين ، عظيم القدر والمنزلة ، وكان من أعقل الناس عند المخالف والموافق ، وهو أجلّ من أن