بعث اللّه تعالى المسيح عيسى بن مريم عليهماالسلام ، فبشّر بمحمّد صلىاللهعليهوآله ،وذلك قوله تعالى : ( يَجِدُونَهُ ) ، يعني : اليهود والنصارى . ( مَكْتُوبًا ) ، يعني : صفة محمّد صلىاللهعليهوآله . ( عِنْدَهُمْ ) يعني : ( فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ) (١) ، وهو قوله عزوجل يخبر عن عيسى عليهالسلام : ( وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) (٢) . وبشّر موسى وعيسى بمحمّد صلىاللهعليهوآله ، كما بشّر الأنبياء بعضهم ببعض حتّى بلغت محمّداً صلىاللهعليهوآله .
فلمّا قضى محمّد صلىاللهعليهوآله نبوّته واستكملت أيّامه أوحى اللّه إليه يا محمّد ، قد قضيت نبوّتك واستكملت أيّامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب عليهالسلام فإنّي لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة من العقب عن ذرّيّتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين آدم عليهالسلام . وذلك قوله عزوجل : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٣) .
وإنّ اللّه تعالى لم يجعل العلم جهلاً ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرّب ، ولا إلى نبيّ مرسل ، ولكنّه أرسل رسولاً من ملائكته [إلى نبيه (٤) ] ، فقال له : قل كذا وكذا فأمرهم بما يحبّ ونهاهم عمّا يكره ، فقصّ عليهم أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم وعلّم أنبياءه وأصفياءه من
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٥٧ .
(٢) سورة الصفّ ٦١ : ٦ .
(٣) سورة آل عمران ٣ : ٣٣ ـ ٣٤ .
(٤) لم ترد في النسخ والكافي ، أضفناها من البحار وكمال الدين .