شمر ، عن جابر الجُعفي (١) ، قال : سمعت سالم بن عبداللّه (٢) بن عمر بن الخطاب يحدّث أبا جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام بمكة ، قال : سمعت أبي عبداللّه بن عمر يقول : سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول :
«إنّ اللّه عزوجل أوحى إليّ ليلة اُسري بي : يا محمّد ، من خلّفت في الأرض في اُمّتك ؟ ـ وهو أعلم بذلك ـ قلت : يا ربّ ، أخي ، قال : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؟ قلت : نعم ، قال : يا محمّد ، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها ، فلا أُذكر حتّى تُذكر معي ، أنا المحمود وأنت محمّد ، ثمّ اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة اُخرى ، فاخترت منها عليّ بن أبي طالب ، فجعلته وصيّك ، فأنت سيد الأنبياء وعليّ سيّد الأوصياء ، ثمّ اشتققت له اسماً من أسمائي فأنا الأعلى وهو عليّ .
يا محمّد ، إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من نور واحد ، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة وغيرهم ، فمن قَبِلها كان من المقرّبين ، ومن جحدها كان من الكافرين .
يا محمّد ، لو أنّ عبداً من عبيدي عبدني ، حتّى ينقطع ، ثمّ لقيني جاحداً لولايتهم أدخلته ناري .
ثمّ قال : يا محمّد ، أتحبّ أن تراهم ؟ قلت : نعم ، قال : تقدّم أمامك ، فتقدّمت أمامي فإذاً عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وعليّ بن الحسين
__________________
(١) هو جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ، يكنّى أباعبداللّه ، من أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام ، ثقة جليل ، صاحب الأسرار والكرامات ، وخدم الباقر عليهالسلام ثمانية عشرة سنة . له كتب منها : التفسير ، والنوادر ، والفضائل . توفّي سنة ١٢٨ هـ .
انظر : رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣٢ .
(٢) هو أبو عمر القرشي المدني كان يشبه أباه في السمت والهدى ، وكان يخضب بالحِنّاء ، وكان من الثقات . انظر : الثقات لابن حبان ٤ : ٣٠٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٥٧ / ١٧٦ .