واحد كالمبادئ لها ، وكذا في كشف كثير من الشبه التي أوهمت جمهور المخالفين ، بحيث منعتهم عن فهم ما هو الحقّ ، وقد بيّنّا ما يتعلّق بها في ضمن تبيان وخمسة أبواب :
أمّا التبيان : ففي توضيح أنّ اللّه عزوجل لم يكتف من عباده بمحض دعوى الإيمان ، بل امتحن كلاًّ منهم بأنواع الامتحان من بدو الخلقة إلى آخر الزمان ، وأنّ من ذلك أهل زمان سيّد الإنس والجانّ ، بل نذكر فيه أيضاً بعض ما ورد في أنّ أمر إمامة عليّ عليهالسلام من جملة عُمدة ما وقع به الامتحان .
الباب الأوّل : في بيان امتحان اللّه عباده بميل طبائعهم إلى ما نشأوا فيه ، واعتادوا به ، وشبّوا عليه ، مثل : حبّ طريقة آبائهم وأسلافهم وكبرائهم ، وأخذ أطوارهم واقتفاء آثارهم ، وذكر نهي اللّه إيّاهم عن ذلك ، وأمرهم ببذل الجهد في تحقيق الحقّ وقبوله ، وترك الحميّة والعصبيّة ، وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأوّل : في توضيح كون طبيعة عامّة البشر مجبولة على هذه الحالة في كلّ زمان بحيث إنّها دعت جماعة إلى أن قصدوا (١) لتحريف الحقّ وإخفائه ، وبيان كون متابعة هذه الحالة ، منهيّ عنها ، مذمومة ، لا سيّما في اُمور الدين ، وأنّه من أقبح (٢) صفات الجهّال والضلاّل والمبطلين ، وأطوار الكفّار والمعاندين .
الفصل الثاني : في بيان أنّ الواجب على طالب الحقّ غاية (٣) بذل
__________________
(١) في «ش» : تصدوا .
(٢) في «م» : أوضح .
(٣) في «م» : رعاية .