والتنعّم في هذه الدنيا التي هي دار الراحة والتمتّع لهـم ، وبإقبالها إليهم توجّه أهلها وزخارفها عليهم ؛ ليزدادوا إثماً وتكـون الحُجّة عليهم تماماً ، ويستحقّوا (١) بذلك الهلاك ، وشدّة العـذاب ، وفي توضيـح أنّ ذلك ليس مـن آثار أهـل الخير ، بل هـو من علامة الجهالة والضلالة ، والسخـط مـن اللّه عزوجل ، وأنّه تعالى نهى عن هذه الحالات وذمّ أهلها ولعنهم وفسّقهم .
الفصل الثاني : في بيان اقتضاء الحكمة ابتلاء أولياء اللّه في الدنيا وأهل طاعته المتمسّكين بالحقّ واليقين بالمصائب والمتاعب والخوف والأذى من الجهّال وأعداء الدين ، وكونهم في أغلب الأوقات مقهورين ، وبين الناس في أكثر الحالات مستضعفين ، لا سيّما الأنبياء والأوصياء والصالحين ، بحيث كلّما زادت رُتبة شخص في العُقبى زاد بلاءً وعناءً في الدنيا ، وفيه ذكر نبذ من مناقب هؤلاء ، وعظيم أجرهم وقربهم عند اللّه عزوجل .
الفصل الثالث : في بيان قلّة أهل الحقّ والخير وأصحاب الإيمان واليقين ، وكثرة أصحاب الجهالة والبطالة المائلين إلى خلاف ما عليه أهل الدين ، (وكون عامّة الناس مع الدنيا وأهلها كيفما قالت وأينما مالت ، بحيث يتوهّم الجاهل أنّ ذلك هو الحقّ المبين ، بل يعدّ أهل الدين) (٢) من الجاهلين ، مع أنّ أصل الكثرة واجتماع العامّة من علائم البطالة والضلالة ، كما أنّ عكسه علامة الحقّيّة والهداية .
الفصل الرابع : في بيان أمـر اللّه عزوجل أولياءه من الأنبياء
__________________
(١) في «م» : يستحلّوا .
(٢) ما بين القوسين لم يرد في «م» .