والأوصياء وأتباعهم ، حتّى نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله بالصبر على جفاء الجفاة وأذى العتاة ، والتزام المداراة والتمسّك بالكَظم والتُقاة ، وكتم الحقّ والعلوم والأسرار عن غير أهلها من الجهلة الأشرار ، وفي ذكر ما ورد في مدح أهل البيت عليهمالسلام أهل هذه الحالات ، وكونهم على الحقّ وهم الهداة .
الفصل الخامس : في بيان أنّ المدار على هذا النوع من الامتحان وكذا الامتحان الآتي كان في كلّ زمان ، حتّى في هذه الاُمّة ، كما مرّ أنّه (١) كذلك كانت الامتحانات المتقدّمة ، وهكذا يكون إلى قيام قائم آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، ونذكر فيه ما يدلّ على اقتفاء هذه الاُمّة الأمم السابقة في كلّ شيء .
الباب الرابع : في بيان ما امتحن اللّه به أيضاً عباده بحسب اقتضاء حكمته ومصلحته ، من خلقهم خلقة متفاوتة بحسب الآراء والأفهام ، متباينة بحسب الأذهان والأحلام ، حتّى أنّه قلّما يقع اتّفاق جميع آراء رجلين ، بحيث إنّهم لو تركوا وآراءهم (٢) وما يدركونه (٣) بأفكارهم وأهوائهم (٤) لما اجتمعوا على كلّ حال ، ولا خرجوا عن حدّ التفرّق والاختلاف (٥) ، ولما خلصوا من العمى والضلال ، فضلاً عن الاهتداء إلى أحكام اللّه الحكيم المتعال ، وأنّه لأجل هذا حيث أراد اللّه عزوجل أن يجمعهم (٦) على الهدى ، أنعم عليهم بالأنبياء والهداة ؛ ليبيّنوا لهم ما هو طريق النجاة ، وما يزيل الشتات من المعارف اليقينيّات ، والأحكام المتقنات المتّفقات النازلات
__________________
(١) لم ترد في «م».
(٢) في «م» زيادة : وأفكارهم .
(٣) في «م» : وما يدركون .
(٤) في «م» : وآرائهم .
(٥) في «ش» و«ن» : والاختلال .
(٦) في «م» : يجعلهم .