______________________________________________________
قسم الصائمين فقد تقدم الكلام فيه (١) ، وأن ذلك إنما يتم على القول بأن عبادته شرعية ، وأن ما ذكره الشارح من أن الصحة لا تستلزم كون صومه شرعيا ، لأنها من باب خطاب الوضع ، وهو لا يتوقف على التكليف (٢) ، غير جيد.
وأما صحة صوم النائم إذا سبقت منه النية وإن استمر نومه في مجموع النهار فعليه اتفاق العلماء ، لتحقق الصوم الذي هو عبارة عن الإمساك عن تعمد فعل المفطر مع النية.
ويدل على أن النوم غير مناف للصوم مضافا إلى الإجماع القطعي روايات كثيرة ، منها قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما » (٣) وقول الصادق عليهالسلام : « نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، وعمله متقبل ، ودعاؤه مستجاب » (٤) وقول الكاظم عليهالسلام : « قيلوا فإن الله تبارك وتعالى يطعم الصائم ويسقيه في منامه » (٥) إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة.
وقال ابن إدريس : النائم غير مكلف بالصوم وليس صومه شرعيا (٦). ومراده أن الإمساك في حال النوم لا يوصف بوجوب ولا ندب فلا يوصف بالصحة ، لكنه بحكم الصحيح في استحقاق الثواب عليه ، للإجماع القطعي على أن النوم لا يبطل الصوم.
__________________
(١) راجع ص ٤١.
(٢) المسالك ١ : ٧٠.
(٣) الكافي ٤ : ٦٤ ـ ٩ ، الفقيه ٢ : ٤٤ ـ ١٩٧ ، التهذيب ٤ : ١٩٠ ـ ٥٣٨ ، المقنعة : ٤٩ ، الوسائل ٧ : ٩٨ أبواب آداب الصائم ب ٢ ح ٣.
(٤) الكافي ٤ : ٦٤ ـ ١٢ أورد صدر الحديث ، الفقيه ٢ : ٤٦ ـ ٢٠٧ ، التهذيب ٤ : ١٩٠ ـ ٥٤٠.
أورد صدر الحديث ، الوسائل ٧ : ٢٩٢ أبواب الصوم المندوب ب ١ ح ١٧.
(٥) الكافي ٤ : ٦٥ ـ ١٤ ، الفقيه ٢ : ٤٦ ـ ٢٠٦ ، الوسائل ٧ : ٩٨ أبواب آداب الصائم ب ٢ ح ١.
(٦) السرائر : ٨٢.