والمفكّرين المخلصين الذين انبروا للدفاع عن وحدة الأُمّة ، والتأكيد على الجوامع والقواسم المشتركة بين فرقها ومذاهبها.
كتب الإمام الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء (١)،في مجلّة رسالة الإسلام ما يلي :
إنّ المسلمين جميعاً مهما اختلفوا في أشياء من الأصول والفروع فإنّهم قد اتفقوا على مضمون الأحاديث المقطوع عندهم بصحتّها من أنّ من شهد الشهادتين ، واتخذ الإسلام ديناً له ، فقد حرم دمه وماله وعرضه ، والمسلم أخو المسلم ، وأنّ من صلّى إلى قبلتنا ، وأكل من ذبيحتنا ، ولم يتديّن بغير ديننا فهو منّا ، له مالنا وعليه ما علينا ...
وكفى بالقرآن جامعاً لهم مهما بلغ الخلاف بينهم في غيره ، فإنّ رابطة القرآن تجمعهم في كثير من الأصول والفروع ، تجمعهم في أشدّ الروابط من التوحيد والنبوّة والقبلة وأمثالها من الأركان والدعائم واختلاف الرأي فيما يستنبط أو يفهم من القرآن في بعض النواحي اختلاف اجتهادي لا يوجب التباغض والتعادي (٢).
وكتب العلامة الشيخ محمّد جواد مغنية يقول :
المسلم من صدق مقتنعاً بكل ما اعتبره الإسلام من الأصول والفروع ، والأصول ثلاثة : التوحيد ، والنبوّة ، والمعاد ، فمن شكّ في أصل منها أو ذهل عنه قاصراً فليس بمسلم ، ومن آمن بها جميعاً جازماً فهو مسلم ...
__________________
١ ـ من أشهر مراجع الشيعة المصلحين ، ولد سنة ١٢٩٤ هـ وتوفّي ١٣٧٣ هـ في النجف الأشرف ، وله العديد من الكتب العلمية والأدبية والمواقف السياسية الشجاعة.
٢ ـ مجلة رسالة الإسلام ، السنة الثانية ، العدد الثالث تحت عنوان : ( بيان للمسلمين ).