ويكفي من التوحيد الإيمان بوحدة الله تعالى ، وقدرته وعلمه وحكمته ، ولا تجب معرفة صفاته الثبوتية والسلبية بالتفصيل ، ولا أنّها عين ذاته أو غيرها.
ويكفي من النبوّة الإيمان بأنّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم رسول من الله صادق فيما أخبر به ، معصوم في تبليغ الأحكام ...
ويكفي من المعاد الاعتقاد بأنّ كلّ مكلف يحاسب بعد الموت على ما اكتسبه في حياته وأنّه ملاق جزاء عمله ، إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرٌّ ، أمّا أنّه كيف يحاسب العبد؟ وعلى أيّة صورة بالتحديد يكون ثواب المحسن وبأيّ لون يعاقب المسيء؟ فلا يجب التديّن بشيء من ذلك ، فالتوحيد والنبوّة والمعاد ، دعائم ضرورية لدين الإسلام ، فمن أنكر واحداً منها ، أو جهله فلا يعدّ مسلماً شيعياً ولا سنياً.
أمّا الفروع التي هي من ضرورات الدين ، فهي كلّ حكم اتفقت عليه المذاهب الإسلامية كافّة من غير فرق بين مذهب ومذهب ، كوجوب الصلاة والصوم ، والحجّ والزكاة ، وحرمة الزواج من الأُمّ والأُخت وما إلى ذلك مما لا يختلف فيه رجلان من المسلمين فضلاً عن طائفتين منهم ، فإنكار حكم من هذه الأحكام إنكار للنبوّة وتكذيب لما ثبت في دين الإسلام بالضرورة ...
فالتديّن بالأصول أمر لابدّ منه للمسلم ، ولا يعذر فيها الجاهل ، أمّا إنكار الأحكام الفرعية الضرورية فضلاً عن الجهل بها ، فلا يضرّ بإسلام المسلم إلّا مع العلم بأنّها من الدين ، فالإمامة ليست أصلاً من أصول دين الإسلام وإنّما هي أصل لمذهب التشيّع ، فمنكرها مسلم إذا اعتقد بالتوحيد والنبوّة والمعاد ولكنّه ليس شيعياً (١).
وقد أصدر الإمام الأكبر محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر فتواه
__________________
١ ـ الشيعة في الميزان : ٢٦٧ ـ ٢٦٨.