التاريخية بالمساواة بين المذاهب الإسلامية وجواز التعبّد بأيّ منها وقال في جزء منها :
إنّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الاثنى عشرية مذهب يجوز التعبدّ به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنّة فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك وأن يتخلّصوا من العصبيّة بغير حقّ لمذاهب معيّنة فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابع لمذهب معين أو مقصورة على مذهب فالكلّ مجتهدون مقبولون عند الله تعالى (١).
ويقول الشيخ محمّد خليل الزين : مهما تعدّدت الفرق الإسلامية وتباينت في العقائد فإنّ مرجع تلك العقائد واحد فجميع الفرق تعتقد أنّ الإسلام أفضل الأديان وأكملها وأتمّها وأنّ محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الرسل وسيّدهم وخاتم الأنبياء وأنّ القرآن هو كلام الله المنزل على نبيه بواسطة جبرائيل آية للعالمين.
فالفِرَق بأسرها متفقة على أصول العقائد الإسلامية وكلّها ترمز نحو حقيقة وهدف واحد واختلاف في التطبيق والاتّجاه لا يخرجها عن كونها مسلمة تتمسّك بالأصول الإسلامية واختلاف الفرق في فهم أصول العقائد ليس بحديث بل يرجع تاريخه إلى عصر الخلفاء الراشدين (٢).
وكتب العالم الكبير الشيخ محمّد الغزالي يقول : ولم تنج العقائد من عقبى الاضطراب الذي أصاب سياسة الحكم ؛ ذلك أنّ شهوات الاستعلاء والاستئثار أقحمت فيها ما ليس منها فإذا المسلمون قسمان كبيران شيعة وسنّة مع أنّ الفريقين يؤمنان بالله وحده وبرسالة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يزد أحدهما على
__________________
١ ـ السنّة والشيعة حجّة مفتعلة : ١٩ ـ ٢٠.
٢ ـ تاريخ الفرق الإسلامية : ٧.