الآخر في استجماع عناصر الاعتقاد التي يصلح لها الدين وتلتمس النجاة ... فإنّ الفريقين يقيمان صلاتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنّة رسوله ويتفقان اتفاقاً مطلقاً على الأصول الجامعة في هذا الدين فإن اشتجرت الآراء بعد ذلك في الفروع الفقهية والتشريعية فإنّ مذاهب المسلمين كلّها سواء في أنّ للمجتهد أجره أخطأ أم أصاب ...
وعندما ندخل مجال الفقه المقارن ونعيش الشقة التي يحدثها الخلاف الفقهي بين رأي ورأي أو بين تصحيح حديث وتضعيفه نجد أنّ المدى بين الشيعة والسنّة كالمدى بين المذهب الفقهي لأبي حنيفة والمذهب الفقهي لمالك أو الشافعي (١).
وقد كتب الأستاذ عميد زنجاني بحثاً جميلاً حول وفاق المذاهب الإسلامية على الصعيد الفقهي نقتبس من بحثه القيّم المقاطع التالية :
الأحكام الفقهية على قسمين :
الأوّل : وهو الحجر الأساس للفقه الإسلامي وهو أصول العبادات ، وأصول المعاملات وساير الأُسس المتفق عليها في شتّى أبواب الفقه من القضاء والحدود والديات ، وهذه دعائم الفقه ومحكماته التي لم يختلف فيها أساطين الفقه وفقهاء المذاهب الإسلامية.
الثاني : الفروع التي لا يضرّ الاختلاف فيها سواء أكانت في الشؤون العملية أم في المسائل النظرية.
__________________
١ ـ السنة والشيعة حجّة مفتعلة : ٢٠ نقلاً عن كتاب كيف نفهم الإسلام للشيخ محمّد الغزالي : ١٤٢ ـ ١٤٥.