التوحّد ، بحيث تكون ( الوحدة الإسلامية ) تعبيراً طقسياً يمارس بعقلية وروح الواجب ، بل ثقافة معيشة بنحو تلقائي في حياة المسلم.
ومن أجل بلوغ هذا المستوى من تكوين شخصية المسلم على فكر الوحدة ، لابدّ أن يجعل هذا الفكر زاداً يومياً لأجيالنا الجديدة في المدرسة والمسجد وسائر وسائل التثقيف والإعلام بحيث يشبّ عليه الصغير ، ويشيب عليه الكبير.
إنّ هذا الفكر غائب عن مجتمعاتنا ، وحتّى عن معظم النخب في هذه المجتمعات ، بل إنّ الأخطر من ذلك أن تسود ـ في بعض الأحيان ـ في هذا المجتمع أو ذلك تيارات ( فكر الخلاف ) الذي يفلسف اتّجاهات التشرذم والتفرّق السياسي والمذهبي.
ب ) ـ وأمّا ( فقه الوفاق ) : فهو مسؤولية الفقهاء ، ومراكز البحث الفقهي ، والمرجعيات الدينية الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
إنّ مسؤولية الفقهاء المخلصين الواعين ، ومراكز البحث الفقهي والمرجعيات الدينية للمسلمين هي بلورة فقه الوفاق والوحدة ، ليكونوا دعاة ورواد وفاق ووحدة ينقذ الله وعجل الله تعالى فرجه بهم المسلمين من التفكّك والتفرّق.
ولا يعفيهم من المسؤولية أن يقفوا موقف المتفرّجين ، وهم يرون الأُمّة تتمزّق ، ويقع جزء منها بعد جزء فريسة لعامل الشرّ والفتنة الداخلية تارة ، وفريسة لعدوان الأغراب تارة أخرى.
إنّ تخلي الفقهاء والمفكِّرين المخلصين الورعين الأكفاء والواعين عن التصدّي لترشيد الأُمّة على مستوى المذاهب الفقهية ، وترشيد الأُمّة على