فيُشفّعني الله فيهم ، والله لا شفعتُ فيمن آذى ذرّيتي » (١).
وسئل الرضا عليهالسلام عن قوله عزوجل ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارْتَضى ) (٢) ، قال ك « لا يشفعون إلّا لمن ارتضى اللهُ دينه » (٣).
وروى الصدوق في ( فضائل الشيعة ) عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إذا كان يوم القيامة أشفع في المذنب من الشيعة ، فأمّا المحسنون فقد نجّاهم الله » (٤) ). انتهى.
وقال المحدّث المجلسي بعد إيراد ما رواه الصدوق رحمهالله في ( الخصال ) في حديث طويل أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال في جواب نفرٍ من اليهود سألوه عن مسائل : « وأمّا شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم » (٥) ما لفظه : ( المراد بالظلم : سائر أنواع الكفر والمذاهب الباطلة ) (٦). انتهى.
ولا يخفى أمثالها ، فلا فائدة إلى التطويل ، وكلّها ولله الحمد منطبقة على ما ذكرناه من التأويل.
ثم قال سلّمه الله تعالى بعد نقله قولنا : تركنا المناقشة لكم في موضعين : ( إذا عرفتم أنّ للكلام وجهاً حسناً في المآل ، فما فائدة المناقشة في المقال ، وإذا كان المحسن هو المتلبّس أو المتّصف فعلاً بالإحسان ، أو الفعل الحسن وإنْ كان للمقال فيه مجال ، فما المانع من اتّصاف مجتنب الكبائر بتلك الأحوال ، وإذا كانت ذنوب مجتنبي الكبائر مكفّرة بالنصّ الواضح البيان ، فأيّ تلبّس بهيئة غير مرضيّة تخرجه من الإحسان ، فيثبت عليه ما نفاه القرآن ، والغلطُ الواضح البيان إذا لم يهدم البنيان فالمناقشة فيه والعدم سيّان ).
أقولُ بعد قولنا : إنّا تركنا المناقشة في الموضعين حملاً لكم على أحسن الوجوه ، وصوناً لكلامكم عن المين ـ : لا فائدة في هذا الكلام وتوجيه الملام ، وحيث إنّ
__________________
(١) الأمالي ( للصدوق ) : ٣٧٠ / ٤٦٢ ، بحار الأنوار ٨ : ٣٧ / ١٢ ، بتفاوتٍ يسيرٍ ، وورد فيه عن الصادق عليهالسلام.
(٢) الأنبياء : ٢٨.
(٣) الأنبياء : ٢٨.
(٤) فضائل الشيعة : ٧٧ / ٤٥ ، وفيه : ( نشفع في المذنبين من شيعتنا ) بدل : ( أشفع في المذنب من الشيعة ).
(٥) الخصال : ٣٥٥ / ٣٦.
(٦) بحار الأنوار ٨ : ٣٩ / ١٨.