ولا بأس بإيراد بعض الكلمات لعلمائنا الأخيار المشفوعة بظواهر الأخبار :
قال الصدوق رحمهالله في اعتقاداته : ( اعتقادُنا في الشفاعة أنّها لمَن ارتضى اللهُ دينه من أهل الكبائر والصغائر ، فأمّا التائبون من الذنوب فغيرُ محتاجين إلى الشفاعة .. إلى أنْ قال ـ : والشفاعة لا تكون لأهل الشكّ والشرك ، ولا لأهل الكفر والجحود ، بل تكون [ للمذنبين (١) ] من أهل التوحيد ) (٢).
وقال المحدّث السري الشيخ محمّد علي آل غانم القطري (٣) المجاز من المحدّث المبرور الشيخ حسين آل عصفور (٤) ، والشيخ أحمد بن زين الدين (٥) في كتابه ( الكواكب الدريّة ) ما لفظه : ( ومستحقّ الشفاعة يوم القيامة هم المذنبون من المؤمنين دون غيرهم بالإِجماع والنصوص المستفيضة :
منها : ما رواه في ( العيون ) (٦) و ( الأمالي ) (٧) ، عن الحسين بن خالد ، عن الرّضا عليهالسلام ، قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي ، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل ».
وفي حديث آخر عنه عليهالسلام : « إذا قمت المقام المحمود ، شفعت لأهل الكبائر من أُمّتي
__________________
(١) في المخطوط : ( للمؤمنين ) ، وما أثبتناه من المصدر.
(٢) تصحيح اعتقادات الإمامية ( ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد ) ٥ : ٦٦.
(٣) الشيخ محمد علي بن غانم القطري البلادي البحراني عالم فقيه من تلامذة الشيخ حسين آل عصفور وله إجازة منه ، له كتاب ( الكواكب الدريّة في مذهب الاثني عشرية ) قال عنه الشيخ أحمد بن صالح البحراني : إنّه بقدر كتاب البحار. وله شرح على ( الدرّة الغروية ) للسيد السند بحر العلوم الطباطبائي. ولهذا الشيخ ولد فاضل عالم اسمه الشيخ غانم. أنوار البدرين : ٢٢٤ ٢٢٥.
(٤) الشيخ حسين بن محمد بن أحمد آل عصفور الدرازي البحراني ، عالم فقيه محدّث ، كان يضرب به المثل في قوّة الحافظة ، ملازماً للتدريس والتصنيف والمطالعة والتأليف ، له مؤلّفات عديدة منها : ( الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع ) ، و ( الرواشح السبحانية في شرح الكفاية الخراسانية ) و ( سداد العباد ) و ( الفرحة الأُنسية شرح النفحة القدسية ) .. يروي عن أبيه الشيخ محمد وعن عمَّيْه الشيخ يوسف والشيخ عبد علي ، ويروي عنه جماعة كثيرة منهم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي. توفي قدسسره ليلة الأحد الحادية والعشرين من شهر شوّال سنة ١٢١٦ هـ. أنوار البدرين : ٢٠٧ ٢١١.
(٥) الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الأحسائي البحراني ، من مصنّفاته كتاب ( شرح الزيارة الجامعة الكبيرة ) و ( الفوائد ) و ( شرح الحكمة العرشية ) للملّا صدرا ، وغيرها كثير. توفي سنة ١٢٤٢ هـ.
(٦) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٣٦ / ٣٥.
(٧) الأمالي ( للصدوق ) : ٥٦ / ١١.