والمالكي بقتله ، فقُتل ثمّ صُلب ، ثمّ رُجم ، ثمّ أُحرق ، ولعنة الله على الظالمين ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (١).
ونقل في ( اللؤلؤة ) أيضاً عن خط العلّامة أبي الحسن الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني (٢) أنَّه وجد في بعض المجموعات بخطِّ مَنْ يثق به منقولاً من خطِّ الشيخ العلّامة جعفر بن كمال الدين البحراني (٣) أنَّه وجد بخط الشيخ المرحوم المبرور المغفور [ له ] العالم العامل أبي عبد الله المقداد السيوري مثله ، إلّا أنّه زاد فيه بيان سبب حبسه ، ضاعف الله تطييب رَمْسِهِ وتطهير نَفسِهِ ، فإنّه قال بعد نقل المذكور ما لفظُهُ : ( وكان سبب حبسه أنْ وشى [ به (٤) ] تقي الدين الجبلي بعد ارتداده وظهور أمارة الارتداد منه ، وأنَّه كان عاملاً ، ثمّ بعد وفاة هذا الفاجر قام على طريقه شخص اسمه يوسف بن يحيى ، وارتدّ عن مذهب الإماميّة وكتب محضراً يشنّع فيه على الشيخ شمس الدين محمّد بن مكّي بأقاويل شنيعة ، ومعتقدات فظيعة ، وأنّه كان أفتى بها الشيخ محمّد بن مكي ، وكتب في ذلك المحضر سبعون نفساً من أهل الجبل ممَّنْ كان يقول بالإمامة والتشيّع وارتدّوا عن ذلك ، وكتبوا خطوطهم تعصّباً مع ابن يحيى في هذا الشأن ، وكتب في هذا ما ينيف على الألف من أهل السواحل من المتسنّنين ، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت وقاضي صيدا. وأتوا بالمحضر إلى القاضي عبّاد بن جماعة لعنه الله بدمشق فنفذه إلى القاضي المالكي وقال له : تحكم فيه بمذهبك
__________________
(١) الشعراء : ٢٢٧.
(٢) الشيخ سليمان بن الشيخ عبد الله بن علي بن حسن بن أحمد بن يوسف بن عمّار البحراني الستري ، الماحوزي مولداً ومسكناً. انتهت إليه رئاسة بلاد البحرين في وقته ، ولد في ليلة النصف من شهر رمضان من السنة الخامسة والسبعين بعد الألف ، وتوفي في سابع عشر شهر رجب للسنة الحادية والعشرين بعد المائة والألف ، ودفن في مقبرة الشيخ ميثم بن المعلّى جد الشيخ ميثم العلّامة المشهور ، من أشهر مؤلّفاته : أزهار الرياض ، الفوائد النجفية. لؤلؤة البحرين : ٧ ١٢ ، أنوار البدرين : ١٥٠ ١٥٧.
(٣) الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني من العلماء الأعلام في البحرين ، سافر منها الى شيراز ، ثم الى حيدرآباد في الهند ، وصار فيها علماً للعباد ومرجعاً في تلك البلاد. وتوفي فيها في السنة الثامنة والثمانين بعد الألف من الهجرة. لؤلؤة البحرين ٧٠ ٧١ ، أنوار البدرين : ١٢٨ ١٣٠.
(٤) من المصدر.