لعباده على لسان أوليائه.
وهل هو مشتقّ أو لا؟ قولان ، أشهرهما وأظهرهما الأول ؛ للخبر الصحيح ، والأثر الصريح عن هشام بن الحكم : أنّه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن أسماء الله واشتقاقها ، الله ممّ هو مشتقّ؟ قال : فقال لي : « يا هشام ، الله مشتقّ من إله والإله يقتضي مألوهاً » (١) إلى آخر كلامه ، عليه أفضل صلاة الله وسلامه.
وعلى القول باشتقاقه فهل هو مشتقٌّ من أَلَه وأَلِه كَضَرَبَ وفَرِحَ إلاهَة وأُلوهية وأُلُوهة بمعنى عبد (٢) ، أو من أَلِه بمعنى سكن ، أو من إله إذا أولع ، أو مِنْ ألِه إليه كفَرِحَ بمعنى فزع (٣) ولاذ ، أو بمعنى تحيَّر (٤) ، أو مِنْ لَاهَ ليهاً إذا احتجب وعلا وارتفع ، أو مِنْ لَاهَ لوهاً ولوهاناً بمعنى اضطرب وبرق ، أو مِنْ لَاهَ لوهاً بمعنى خَلَقَ ، أو مِنْ لَاهَ يليه بمعنى خفي واستتر ، أو مِنْ وَلِهَ بمعنى تحيّر أو بمعنى حزن (٥) وخاف ووجل (٦) ، أو من ألِهَ إذا أقام؟
وجوه وأقوال ، قد استوفينا الكلام عليها في أجوبة بعض المسائل ، موشّحاً بالشواهد والدلائل وبيان وجوه المناسبات بين تلك الاشتقاقات.
ولا يخفى على ذي حِجْر وحجا وفطنة وذكاء صدق هذه الاشتقاقات عليه سبحانه بأسرها وإنْ تفاوتت قوَّةً وضعفاً وظهوراً وخفاءً.
وقد تقرّر في محلّه أنّ الكلمة متى رجعت إلى اشتقاقات واضحة محقّقة جاز الحمل على كلّ منها وإن ترجّح الأوضحُ الأجلى. لكن على اشتقاقه من أَلَهَ بمعنى عبَدَ وسكن وأولع وفزعَ وتحيّر ، ومن وَلِهَ بمعنى تحيّر وحزن وخاف ووجل ، يكون وزنه فعالاً بمعنى مفعول ، أي معبود ومسكون إليه ومولَع به بفتح اللام ، ومفزوع إليه
__________________
(١) الكافي ١ : ٨٧ / ٢ ، البحار ٤ : ١٥٧ / ٢.
(٢) مختار الصحاح : ٢٢ أله ، لسان العرب ١ : ١٨٩ إله.
(٣) لسان العرب ١ : ١٨٩ ، ١٩٠ إله.
(٤) مختار الصحاح : ٢٣ إله ، لسان العرب ١ : ١٨٨ ، ١٩٠ إله.
(٥) لسان العرب ١٥ : ٣٩٩ إله.
(٦) لسان العرب ١٥ : ٣٩٩ إله.