وفي كتاب ( التعريفات والاصطلاحات ) : ( الثناء للشيء : فعل [ ما (١) ] يشعر بتعظيمه ) (٢). انتهى.
ولا يخفى عليك صراحة هذه العبارات في عدم الاختصاص ، ولات حين مناص. نعم قال في ( القاموس ) : ( والثَّناء والتثنية : وصف بمدحٍ أو ذمٍّ ، أو خاصٌّ بالمدح ) (٣).
وفي ( مجمع البحرين ) : ( واثنِ على ربّك ، أي أذكره ذكراً حسناً جميلاً ، من الثناء بالمد وهو الذكر الحسن والكلام الجميل ، يقال : أثنيت على زيدٍ بالألف مدحته. والاسم الثناء. واستعماله في الذكر الجميل أكثر من القبيح ) (٤) انتهى.
وهما لا يثبتان المُدَّعى ، إذ قُصَارى ما فيهما الاقتصار في تعريف الثناء على الوصف والذكر الحسن والكلام الجميل الظاهر كلٌّ منها في اللساني ، وليس ذلك إلّا لكونها أظهر الأفراد وأكثرها في الاستعمال. ومع التنزل عن تعيُّن ذلك فلا أقلّ من راجح الاحتمال وهو يكفي في إبطال الاستدلال ، على أنَّ هنا دعويين في هذا المجال :
إحداهما : أنَّ الشكر لا يكون إلّا باللسان.
وثانيتهما : أنَّ الثناء كذلك ، الذي هو من البعد بمكان.
ولئن سلّمنا الثانية فلا نسلّم الاولى ، ولا يلزم من تسليمِها تسليمُها ، كما لا يخفى على مَنْ رَقي ذُرا العرفان. ألا ترى أنَّ مَنْ عرّف الثناء بما سمعت كالفيروزآبادي والطريحي عرّف الشكر بالمعنى الأعمّ؟
قال في القاموس : ( الشُّكر بالضم عرفان الإحسان ونشره ، أو لا يكون إلّا عن يدٍ ، ومن الله تعالى المجازاة والثناء الجميل ) (٥).
وقال في ( المجمع ) في مادة شكر : ( الشَّكور بفتح الشين المتوفِّر على أداء الشكر ، الباذل وسعه فيه ، قد شغَلَ فيه قلبه ولسانه وجوارحه اعتقاداً واعترافاً
__________________
(١) من المصدر.
(٢) كتاب التعريفات : ٣٢.
(٣) القاموس المحيط ٤ : ٤٤٨ / باب الواو والياء فصل الثاء ، ثنا.
(٤) مجمع البحرين ١ : ٧٦ ثنا.
(٥) القاموس المحيط ٢ : ٩٠ / باب الراء فصل الشين.