( عطف ) ، أو لأنّ إشعار ( على ) بالمضرّة مخصوص في العرف بتعلقه بـ ( دعا ) دون ( صلّى ) ، فلهذا يقال : ( صلّى عليه ) ، دون ( دعا عليه ). وكون لفظ بمعنى لفظ آخر لا يستلزم أنْ يتعلّق به كلّما يتعلَّق بالآخر ، أو لأنّ ( على ) بمعنى اللام ، فتأمّل جيّداً.
وربّما يُستدلُّ على الاشتراك اللفظي بالخبرين السابقين لظهورهما في أنّهما حقيقة في تلك المعاني.
وفيه : أنَّ الاستعمال أعمّ من الحقيقية ، بل يمكن انطباقهما على الاشتراك المعنوي بجعل تلك المعاني أفراداً لكلِّي العطف الشامل لتلك المعاني ، لا من حيث الانفراد والخصوصيّة ، فتأمَّل جيداً.
وأمّا المتابعة وحسن الثناء فلم أقف على مصرِّح بجعلها حقيقة فيهما ، بل صرَّح بعض بمجازيّة الثاني منهما.
ولمّا كانت الملاحظة المذكورة في الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله جارية في الصلاة على الآل وكانوا واسطة بيننا وبينه ؛ لأنّ ملاءمتهم لجنابة أكثر ، أتبَعَ الصلاةَ على النبيّ صلىاللهعليهوآله بالصلاة ( على آله ) ساداتِ البشر ، ولِمَا ورد في الأخبار الخاصّة والعامّة من النهي عن الصلاة البتراء وهي إفراده صلىاللهعليهوآله بالصلاة ، ففي ( الكافي ) عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : « سمع أبي رجلاً متعلّقاً بالبيت وهو يقول : اللهم صلِّ على محمّد ، فقال له أبي : يا عبد الله ، لا تبترها ، لا تظلمنا حقّنا ، قل : اللهم صلِّ على محمّد وأهل بيته » (١).
وعن الصدوق في ( ثواب الأعمال ) و ( الأمالي ) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنَّه قال : « إنَّ الرجل من أُمّتي إذا صلّى عليَّ وأتْبَع بالصلاة علي أهل بيتي فُتحت له أبواب السماء ، وصلّت عليه الملائكة سبعين صلاة ، ثمّ تتحاتُّ عنه الذنوب كما يتحاتُّ الورق من الشجر ، ويقول الله تبارك وتعالى : لبّيك يا عبدي وسعديك. ويقول لملائكته : يا ملائكتي ، أنتم تصلّون عليه سبعين صلاة وأنا أُصلّي عليه سبعمائة صلاة. وإذا صلّى عليَّ ولم يُتبع بالصلاة عَلَيَّ أهل بيتي كان بينها وبين السماء سبعون حجاباً ، ويقول الله : لا لبّيك ولا سعديك. يا ملائكتي ، لا تصعدوا دعاءه إلّا أنْ يُلحق
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٩٥ / ٢١.