بمعزل.
وعن الخبر الثاني وما بمعناه :
أوّلاً : بأنّهما ليسا نصّاً في ترتُّب البعد من الملك الجبّار على نفس ترك الصلاة ، بل يُحمل ترتُّبه عليه مع انضمام بعض موجبات دخول النار بقرينة العطف بالواو ، بل على تقدير العطف بالفاء الظاهر في السببيّة كما في بعض النسخ لا مانع من قيام ذلك الاحتمال وبه يسقط الاستدلال.
وثانياً : أنَّ الظاهر منهما بقرينة بعض الأخبار وروده مورد التعجّب ممَّنْ يجعل نفسه مستحقاً لدخول النار ولا يتدارك ذنوبه بالصلاة على النبيّ وآله الأطهار ، وأنّ ذلك من سوء التوفيق وإيكال الله إيّاه لنفسه ، حتى استوجب البعد من الله وعدم الهداية إلى سواء الطريق ، ففي ( الوسائل ) عن ( المقنعة ) عن الباقر عليهالسلام في حديث فيه : « إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : قال لي جبرئيل عليهالسلام : مَنْ ذُكرت عنده فلم يصلّ عليك فأبعده الله ، قلت : آمين ، فقال : ومَنْ أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فأبعده الله ، قلت : آمين ، قال : ومَنْ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يُغفر له فأبعده الله ، فقلت : آمين » (١).
وهو ظاهر في أنَّ معنى هذين الخبرين التعجّب ممَّنْ يهمل نفسه ولا يتدارك ذنوبه بهذه المكفّرات للذنوب ، من الصلاة على النبيّ وآله ، والدعاء والاستغفار في شهر رمضان ، وبِرّ الوالدين ، وأنّ التهاون بهذه الأُمور التي يُتداركُ بها العصيان ، يوجب البعد عن حضرة الملك المنّان.
وعن أخبار [ الأخطاء (٢) ] بناسيها طريق الجنة (٣) :
أوّلاً : باشتمالها على ترتُّب العقاب على النسيان ، وهو مخالفٌ لما علم ضرورةً من رفع العقاب عليه ، وكونُهُ بمعنى الترك وإنْ ورد في القرآن ، إلّا إنَّ كونه بمعنى ( ضد الحفظ ) أظهر ، واستعماله فيه أكثر وأشهر ، بل هو المتبادر والمنساق عند الاستعمال
__________________
(١) المقنعة : ٣٠٨ ٣٠٩. الوسائل ٧ : ٢٠٦ ، أبواب الذكر ، ب ٤٢ ، ح ١٣.
(٢) في المخطوط : ( الخطو ).
(٣) الكافي ٢ : ٤٩٥ / ١٩.