وأبو الصلاح (١) ، والفاضلان (٢) ، والشهيد (٣) ، إلّا إنّ السيّد (٤) والشيخ في غير ( الخلاف ) كـ ( التهذيب ) (٥) أفتيا بالوجوب ؛ استناداً لظاهر الأمر بالقراءة في صحيح الحلبي المتقدّم ، وفيه « إلّا أن تكون صلاة يجهر فيها بالقراءة ولم تسمع فاقرأ » (٦). وصحيح عبد الرحمن بن الحجّاج المتقدّم (٧) ، وصحيح قتيبة المتقدّم أيضا ، وفيه « إذا كنت خلف إمام ترتضي به في صلاة يجهر فيها بالقراءة فلم تسمع قراءته ، فاقرأ أنت لنفسك » (٨) وهو الظاهر أيضا مما مرّ في عبارة أبي الصلاح ، بناء على أن مراده من عدم سماع الصوت القسيم لعدم سماع القراءة عدم سماع الهمهمة. وعن الفاضلين والشهيد التصريح هنا بالاستحباب. إلّا إن في استفادته من الجميع نظرا.
[ وقال العلّامة (٩) والمحقّق (١٠) والصدوق (١١) بالاستحباب ، واختاره العلّامة الشيخ سليمان الماحوزي وصرّح بأنّه المشهور ، وتلميذه المحدّث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي ، والمحدّث المحسن الكاشاني (١٢) ، والمحقّق المنصف الشيخ يوسف (١٣) ، وابن أخيه الشيخ حسين (١٤) ] ؛ حملاً لأخبار الوجوب على الاستحباب ، جمعاً بينه وبين غيره ، كصحيح بن يقطين السابق (١٥).
وقال ابن إدريس (١٦) والشيخ على ما نقل عنه في ( الخلاف ) (١٧) بالتحريم ؛ لعموم الأخبار الناهية عن القراءة خلف المرضي.
وعن الديلمي (١٨) الكراهة ؛ حملاً لأخبار التحريم عليها.
__________________
(١) الكافي ( أبو الصلاح ) ضمن سلسلة الينابيع الفقهية ٣ : ٢٧٥.
(٢) قواعد الأحكام ( العلامة ) ١ : ٤٧ ، المعتبر ( المحقّق ) ٢ : ٤٢١ ، شرائع الإسلام ( المحقّق ) ١ : ١١٣.
(٣) الدروس ١ : ٢٢٢. (٤) رسائل المرتضى ( المجموعة الثالثة ) : ٤٠.
(٥) التهذيب ٣ : ٣٢. (٦) التهذيب ٣ : ٣٢ / ١١٥.
(٧) الكافي ٣ : ١ / ٣٧٧ ، التهذيب ٣ : ٣٢ / ١١٤. (٨) التهذيب ٣ : ٣٣ / ١١٧.
(٩) المختلف ٣ : ٧٨. (١٠) المعتبر ٢ : ٤٢١.
(١١) المقنع : ١٢٠. (١٢) مفاتيح الشرائع ١ : ١٦٢ / ١٨٣.
(١٣) الحدائق ١١ : ١٢٦.
(١٤) نسخة « ب » ، وفي « أ » : ( نعم ، قد اختاره جملة من المحقّقين كالعلّامة الشيخ سليمان الماحوزي البحراني مصرّحاً بأنه المشهور ). (١٥) التهذيب ٣ : ٣٤ / ١٢٢.
(١٦) السرائر ١ : ٢٨٤.(١٧) عنه في روض الجنان : ٣٧٣ ، الخلاف ١ : ٣٣٩.
(١٨) المراسم العلوية ( سلّار ) ضمن سلسلة الينابيع الفقهية ٣ : ٣٨٣.