مجالٌ وانطلاق.
وكيف كان ، فلا يخفى على مَنْ كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد ، وخلع ربقة الاعتساف عن الجيد ، وما في أكثر تلك الأخبار من العموم لموضع النزاع ، كما لا يخفى على ذي اطّلاع ولا يخفى على ذي رويّة أنّه لا تخصيص إلّا بمخصّص من الآيات القرآنيّة ، أو السنّة المعصوميّة.
وقد نصّت تلك الآثار على عموم استحباب ذلك الإجهار في جميع الصلوات من غير تخصيص بإحدى الركعات ، وعلى ملازمة سادات القادات وقادات السادات عليه في كلّ الأوقات ، إلّا في حال التقيّة من أُولئك الطغام الطغاة ، وأنه من سمات شيعتهم السراة. وقد دلّ محكم الآيات ومتواتر الروايات ومتضافر الدرايات على الاقتداء بأحوالهم ، والتأسّي بهم في جميع أفعالهم وأقوالهم.
وحينئذٍ ، فقصر الجهر بها على بعض الركعات غير لائق بمن تمسّك بذيل أُولئك الهداة ، بل قال بعض الأبدال : ( إنّ تخصيص الجهر بما تتعيّن فيه القراءة محض تحكّم بلا إشكال ). والمعصوم مَنْ عصمه الله ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله ، ولا غَرْوَ فالصارم قد ينبو ، والنار قد تخبو ، والجواد قد يكبو ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.