بحيث يصلح أن يكون كتاباً مستقلا مفيداً وتصنيفاً جديداً سديداً. جزاه الله عنّا وعن جميع المؤمنين أفضل جزاء المحسنين.
وله أيضاً ديوان شعر سمّاه ( رطب العرب ) (١) ، وهو من المطبوعات الهندية ، وله أيضاً كتب ورسائل في كثير من المسائل. وفّقنا الله وإيّاه لتحقيق المسائل وتنقيح الدلائل.
وأمّا ما أخرجه أبو عبيدة ، وابن سعد في ( الطبقات )، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، والترمذي ، وابن خزيمة، وابن الأنباري في ( المصاحف )، والدارقطني ، والحاكم وصحَّحَه ، والبيهقي ، والخطيب ، وابن عبد البرِّ، كلاهما في كتاب البسملة، عن أُمِّ سلمة رضياللهعنها : ( إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ) (٢).
وما رووه عن أمّ سلمة رضى الله عنه : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله صلّى فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (٣).
وما رووه عن ابن المنذر : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم (٤).
وما رووه عن أبي هريرة : أنّه صلّى فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، وقال : أنا أشبهكم بصلاة رسول الله صلىاللهعليهوآله (٥).
فهي وإنْ أشعرت بالجهر بها بتقريب أنّ إخبارهم عنه صلىاللهعليهوآله بقراءته إيّاها إنّما كان لسماعهم إيّاها منه صلىاللهعليهوآله في صلواته على وجه الاستمرار ، وليس المراد من الإجهار إلّا إسماع الأغيار لكن إنّما سيقت لبيان أنّ البسملة جزءٌ من السورة ، للردّ على مَنْ يحذفها من أُولي الشقاق ، فلا ظهور لها في العموم أو الإطلاق وإنْ كان للتأمّل فيه
__________________
(١) ذكره في الذريعة بقوله : ( رطب العرب ، ديوان أشعار عربية من منشئات السيّد المفتي المير محمّد عبّاس التستري اللكنهوي المتوفى ١٣٠٦ هـ. وهو مطبوع بالهند في مطبعة الجعفري مرتّباً على الحروف ). الذريعة ١١ : ٢٤١.
(٢) الطبقات الكبرى ١ : ٢٨٣ ، المصنَّف ١ : ٤٤٩ ، مسند أحمد ٦ : ٣٠٢ ، سنن الترمذي ٢ : ١٤ / ٢٤٥ وفيه عن ابن عباس ، صحيح ابن خزيمة ١ : ٢٤٨ / ٤٩٣ ، سنن الدارقطني ١ : ٣٠٧ / ٢١ ، السنن الكبرى ٢ : ٦٥ / ٢٣٨٣ ، تاريخ بغداد ٩ : ٣٦٧ / ٤٩٣٧ ، المستدرك ١ : ٣٥٦ / ٨٤٧ ، الدرّ المنثور ١ : ٢٦ ، عنهم جميعاً.
(٣) السنن الكبرى ٢ : ٦٦ / ٢٣٨٥. (٤) المغني ( ابن قدامة ) ١ : ٤٧٧.
(٥) السنن الكبرى ٢ : ٦٨ / ٢٣٩٤. المستدرك ١ : ٣٥٧ / ٨٤٩. سنن الدارقطني ١ : ٣٠٦ / ١٤.