عن أبي الهيثم البكالي ، بإسناده إلى بشر ومجالد أنّهما وفدا على النبيّ صلىاللهعليهوآله فعلّمهما ( يس ) والحمد لله ربِّ العالمين ، والمعوّذات الثلاث : قل هو الله ، والفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، وعلّمهما الابتداء ببسم الله الرّحمن الرّحيم ، والجهر بها في الصلوات ، والقراءات ) انتهى.
وهذا كلّه ممّا يدلّ على أنّ الجهر بها في العصر السالف مستند للسماع من النبيّ المختار والمطاع.
ولا يخفى ما فيه من العموم قضاءً لحقّ ( كان ) المفيدة للدوام والاستمرار في الأوقات ، بضميمة ما نقلوه عنه عليهالسلام من أنّه كان يقرأ في الأُخريات.
أقول : وصاحب كتاب ( روح القرآن في فضائل أُمناء الرحمن ) هو السيّد السند والفاضل المعتمد السيّد عباس ، وقد يسمّى السيّد محمّد عباس ، من السادة المعاصرين ، وهو شوشتري الأصل ، هندي المسكن. ويظهر من مطاوي كلماته أنّه تارةً ينتسب للسيّد القاضي نور الله الشوشتري ، وأُخرى للسيّد نعمة الله الجزائري. ولعلّه لأحدهما بالأب ، وللآخر بالأُمّ.
وهذا الكتاب قد وضعه لفضائل أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين ، وقد جمع فيه مائة آية وإحدى وثلاثين آية من كتاب الله المبين على الترتيب ، مضافاً لما ذكره آية الله العلّامة في ( إحقاق الحقّ ) ، وهو أربع وثمانون آية مع تذييل الآيات ببيانات شريفة ، وحكايات طريفة ، وأشعار لطيفة ، وذكر في آخره أنّه فرغ من تأليفه لثمانٍ بقين من محرّم الحرام للسنة الحادية والسبعين بعد المائتين والألف من هجرة سيّد الأنام.
وقد وضع له فهرساً لطيفاً ، سمّاه ( قلّة العجلان في فهرست روح القرآن ) جامعاً لما فيه إجمالاً من البيان وبيّنات الكتب المنقول منها لعلماء السنة وأحوال مؤلّفيها ،
__________________
ولد في القاهرة ، وانتقل الى دمشق مع والده فسكنها وتوفي بها ، نسبته الى ( سبك ) من أعمال المنوفية بمصر ، انتهى إليه قضاء القضاة في الشام ، له مصنفات عدّة منها : ( طبقات الشافعية ) ، ( معيد النعم ومبيد النقم ) ، ( جمع الجوامع ) في أُصول الفقه. انظر الأعلام ٤ : ١٨٤ ١٨٥.