بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمدُ لله الذي وهب لنا من العقول ما أزاحنا به عن الفضول ، وأراحنا به عن الأجناسِ البعيدة عن حدود الصَّوابِ والفصول ، والصلاةُ والسلامُ على محمّدٍ وآلِهِ ، أولي العقولِ الكاملة والأرواحِ الفاضلة.
أمّا بَعدُ :
فقد سألني بعضُ إخوانِ الدّين ، الراغبين في تحصيل اليقين ، لحسن ظنّه بالمؤمنين ، فأجبته بالميسور ؛ إذْ لا يسقطُ بالمعسور ، مع ما أنا فيه من اشتغالِ البال وتراكمِ الأهوال.
قال سلّمه الله تعالى ـ : ( ثَمَّ يا مولانا مسألة ، نستفيدُكم فيها ونسترشدُكم إليها ، وهي : إنّ العقلَ المتعيّن في نوع الإنسان ، هل هو مطلقاً دوام وجوده في كلّ إنسان كان من المؤمنين والكفّار والفجّار مدّة الأعمار؟.
ثمّ إنْ كان كذلك ، فما ثمرةُ عقولِ أولئك الكفّار والفجّار هنالك ، حيث إنّ العقل ما عُبِدَ به الرّحمن وعُصي به الشّيطان ، وأفعالُهم كلُّها عكس ذلك؟
وإنْ كانوا سُلبت منهم عقولُهم حين تغلّبت عليها شهواتُ أنفسِهِم ، فما تكليفُهم حينئذٍ وهم