«أمّا بعد ، فإنّ الله اصطفى محمّداً (صلّى الله عليه [وآله]) على خلقه ، وأكرمه بنبوّته واختاره لرسالته ، ثمّ قبضه الله إليه وقد نصح لعباده وبلّغ ما أرسل به (صلّى الله عليه [وآله]) ، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ النّاس بمقامه في النّاس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحق علينا ممّن تولاّه (١) وقد أحسنوا وأصلحوا وتحرّوا الحقّ.
وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه [وآله]) فإنّ السّنة قد أُميتت ، وإنّ البدعة قد أُحييت ، وإنْ تسمعوا قولي وتطيعوا أمري ، أهدكم سبيل الرشاد. والسّلام عليكم ورحمة الله».
فكلّ مَن قرأ ذلك الكتاب من أشراف النّاس كتمه.
غير المنذر بن الجارود ؛ فإنّه خشي بزعمه أنْ يكون [رسول الحسين (عليه السّلام) : سليمان] دسيساً من قبل عبيد الله فجاءه بالرسول من العشيّة التي يريد أنْ يسبق في صبيحتها إلى الكوفة ، وأقرأه كتابه إليه.
فقدّم [عبيد الله] الرسول فضرب عنقه.
وصعد منبر البصرة ...
_________________
ابن الهيثم مع النّعمان بن صهبان الراسبي إذ حكّمهما أهل البصرة فيمَن يتولّى أمرهم بعد ابن زياد في بني أميّة ، ثمّ اتّفق رأيهما على مضري هاشمي ٥ / ٥١٢. وكان على الشرطة والمقاتلة في البصرة لابن الزبير في مقاتلة مثنى بن مخرّبة العبدي البصري الداعي إلى المختار سنة (٦٦ هـ) ٦ / ٦٧. وكان على خمس أهل العالية مع مصعب بن الزبير لمقاتلة المختار سنة (٦٧ هـ) ٦ / ٩٥. وكان سنة (٧١ هـ) ، يستأجر الرجال يُقاتلون معه خالد بن عبد الله داعية عبد الملك بن مروان معيناً لابن الزبير ـ ٦ / ٧١ ـ. وكان يحذّر أهل العراق من الغدر بمصعب ٦ / ١٥٧. وهذا آخر عهدنا به ، فلعلّه قُتل مع أصحاب مصعب بيد عبد الملك بن مروان سنة (٧١ هـ).
(١) وهذا يدلّ على أنّ رضاهم به إنّما كان خشية الفرقة ودفعاً للشرّ ، لا رضا طوعٍ ورغبة.