[انتقال مسلم من دار المختار إلى دار هاني]
وسمع مسلم بن عقيل مجيء عبيد الله ومقالته التي قالها ، وما أخد به العرفاء والنّاس فخرج من دار المختار ، وقد علم به حتّى انتهى إلى دار هانئ بن عروة المرادي ، فدخل بابه وأرسل إليه أنْ اخرج ، فخرج إليه هانئ وكره مكانه حين رآه. فقال له مسلم : أتيتك لتجيرني وتضيّفني. فقال : رحمك الله! لقد كلفتني شططاً ولو لا دخولك داري وثقتك ، لأحببت ولسألتك أنْ تخرج عنّي ، غير أنّه يأخذني من ذلك ذمام وليس مردود مثلي على مثلك عن جهل ، أدخل فآواه.
وأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ بن عروة (٢)
وقد كان مسلم بن عقيل ، حيث تحوّل إلى دار هانئ بن عروة وبايعه ثمانية عشر ألفاً ، قدّم كتاباً إلى حسين (عليه السّلام) مع عابس بن أبي شبيب الشاكري (٣)
_________________
والخواص / ٢٠٠.
(١) قال المسعودي : هو شيخ مراد وزعيمها ، وهو يومئذٍ يركب في أربعة الآف دارع وثمانية الآف راجل ، وإذا أجابتها أحلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع. مروج الذهب ٣ / ٦٩.
ومن هنا يُعلم لماذا خرج مسلم من دار المختار إلى دار هانئ بن عروة شيخ العشيرة ، ولكنّه كان كما قال المسعودي : فلمْ يجد زعيمهم منهم أحداً ، فشلاً وخذلاناً. كان هو وأبوه من الصحابة ، وقُتل وهو ابن ثمانين أو تسعين سنة ، كما في طبقات ابن سعد.
وذكر المبرّد في الكامل : إنّ أباه كان من الخارجين مع حجر بن عدي فشفع فيه زياد بن أبيه ؛ ولذلك قال له ابن زياد ـ كما روى الطبري ـ : يا هانئ ، أمَا تعلم أنّ أبي قدم هذا البلد ، فلمْ يترك أحداً من هذه الشيعة إلاّ قتله غير أبيك وغير حجر ، وكان من حجر ما قد علمت؟ ثمّ لمْ يزل يحسن صحبتك ، ثمّ كتب إلى أمير الكوفة : إنّ حاجتي قبلك هانئ. قال : نعم. قال : فجزائي أنْ خبّأت في بيتك رجلاً ليقتلني!
(٢) عن أبي منحف عن المعلّي بن كليب عن أبي الودّاك ٥ : ٣٦١.
(٣) قال ابو مِخْنف : حدّثني جعفر بن حذيفة الطائي ... ٥ / ٣٧٥.