الرؤيا؟ قال (ع) : «ما حدّثت بها أحداً وما أنا محدّث بها حتّى ألقى ربّي!» (١) و (٢).
_________________
(١) قال أبو مِخْنف : حدثنى الحرّث بن كعب الوالبي ، عن علي بن الحسين (ع) ، قال ٥ / ٣٨٨.
(٢) لمْ يسع الإمام (عليه السّلام) المصارحة بما عنده من العلم بمصير أمره لكلّ من قابله ، إذ لا كلّ ما يُعلم يُقال ، ولا سيما بعد تفاوت المراتب واختلاف الأوعية والظروف سعةً وضيقاً ، فكان (عليه السّلام) يُجيب كلّ واحد بما يسعه ظرفه وتتحمله معرفته. وقد أشار الإمام (عليه السّلام) لهؤلاء إلى الجواب الواقعي بقوله : «لمْ يُشاقق الله ورسوله مَن دعا إلى الله وعمل صالحاً ... وخير الأمان أمان الله ، ولن يؤمّن الله يوم القيامة مَن لمْ يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافةً في الدنيا تُوجب لنا أمأنّه يوم القيامة». ولكن حيث لمْ يقتنع هؤلاء لهذه الإجابة أجابهم ، بأنّه مأمور بأمر في رؤيا رأى فيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ثمّ لمْ يُحدّثهم بها بل قال : «وما أنا محدّث بها حتّى ألقى ربّي».
ولعلّ أحمد بن الأعثم الكوفي المتوفي (٣١٠ هـ). من هنا حدّث بحديث رؤياه (عليه السّلام) على قبر جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالمدينة ، ولكنّه من أين؟ وقد قال الإمام (عليه السّلام) أنّه غير محدّث بها حتّى يلقى ربّه ، فهذا ما عهدته عليه ، والله أعلم به.