ومضى الحسين (عليه السّلام) حتّى انتهى إلى.
[قصر بني مقاتل] (١)
قصر بني مقاتل فنزل به ، فإذا هو بفسطاط مضروب (٢).
[فـ] ـقال (ع) : لمَن هذا الفسطاط؟ فقِيل : لعبيد الله بن الحرّ الجُعفي (٣). قال (ع) : «أدعوه لي». وبعث إليه [رسول] ، فلمّا أتاه الرسول ، قال [له] : هذا الحسين بن علي (عليه السّلام) يدعوك. قال عبيد الله بن الحرّ : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والله ، ما خرجت من الكوفة إلاّ كراهة أنْ يدخلها الحسين (ع) وأنا بها ، والله ، ما أريد أنْ أراه ولا يراني.
فأتاه الرسول فأخبره ، فأخذ الحسين (عليه السّلام) نعليه فانتعل ثمّ قام ، فجاءه حتّى دخل عليه فسلّم وجلس ، ثمّ دعاه إلى الخروج معه ، فأعاد ابن الحرّ تلك المقالة ، فقال (عليه السّلام) : «فإنْ لا تنصرنا ، فاتّق الله أنْ تكون ممّن يُقاتلنا ، فوالله ، لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لا ينصرنا إلاّ هلك». ثمّ قام من عنده (٤).
قال عقبة بن سمعان : لمّا كان في آخر اللّيل أمر الحسين (عليه السّلام) بالاستقاء من الماء ، ثمّ أمرنا بالرحيل ففعلنا. فلمّا ارتحلنا من قصر بني مقاتل وسرنا ساعة خفق الحسين (عليه السّلام) برأسه خفقة ، ثمّ انتبه وهو يقول : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين». ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً.
فأقبل إليه ابنه عليّ بن الحسين (عليه السّلام) على فرس له ، فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين ، يا أبتِ جُعلت فداك ممّ حمدت الله
_________________
دنوت من عذيب الهجانات ، استقبلني سماعة بن بدر فنعاه إليّ ، فرجعت ٥ / ٤٠٦.
(١) في المعجم : يقع بين القرّيات والقطقطانة وعين التمر.
(٢) قال أبو مخنف : ٥ / ٤٠٧.
(٣) ستأتي ترجمته في آخر الكتاب.
(٤) قال أبو مخنف : حدّثنى المجالد بن سعيد عن عامر الشعبي ٥ / ٤٠٧ ، والإرشاد / ٢٢٦.