وقال سعيد بن عبد الله الحنفي : والله ، لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا حفظنا غيبة رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) فيك ، والله ، لو علمت أنّي أُقتل ثمّ أحيا ، ثمّ أُحرق حيّاً ثمّ أُذّرى ، يفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً.
وقال زهير بن القين : والله ، لوددت أنّي قُتلت ثمّ نُشرت ثمّ قُتلت ، حتّى أُقتل كذا ألف قتلةً ، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك.
وتكلّم جماعة أصحابه ، فقالوا : والله ، لا نفارقك ، ولكن أنفسنا لك الفداء ، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا ، فإذا نحن قُتلنا كنّا وفينا وقضينا ما علينا.
وتكلّم جماعة أصحابه في وجه واحد بكلام يُشبه بعضه بعضاً (١).
_________________
(١) حدّثني : عبد الله بن عاصم الفائشي ، عن الضحّاك بن عبد الله المشرقي الهمداني ، قال ٥ / ٤١٨. وأبو الفرج / ٧٤ ، ط النّجف ، واليعقوبي ٢ / ٢٣١ ، والإرشاد / ٢٣١.