[الهمداني] عبد الله بن شهر ، وكان مضحاكاً بطّالاً. وكان شريفاً شجاعاً فاتكاً. وكان سعيد بن قيس (١) ربّما حبسه في جناية.
فقال له بُرير بن حُضير : يا فاسق ، أنت يجعلك الله في الطيّبين!
فقال له [أبو حرب] : مَن أنت؟
قال : أنا بُرير بن حُضير.
قال [أبو حرب] : إنّا لله ، عزّ عليّ ، هلكت والله هلكت والله ، يا بُرير.
قال [بُرير] : يا أبا حرب ، هل لك أنْ تتوب إلى الله من ذنوبك العظام؟ فوالله ، إنّا لنحن الطيّبون ، ولكنّكم لأنتم الخبيثون.
قال [أبو حرب مستهزء اً] : وأنا على ذلك من الشاهدين.
قلت [له] : ويحك! أفلا ينفعك معرفتك؟
قال [أبو حرب] : جُعلت فداك ، فمَن يُنادم يزيد بن عذرة العنزيّ [و] ها هو ذا معي؟
قال [بُرير] : قبّح الله رأيك ، على كلّ حال أنت سفيه.
[فـ] ـانصرف عنّا (٢).
_________________
(١) كان سعيد بن قيس الهمداني على همذان ، فعزله سعيد بن العاص الأشرق وإلى الكوفة وجعله على الرّي سنة (٣٣ هـ) ٥ / ٣٣٠. وبعثه أمير المؤمنين (عليه السّلام) مع شبث بن ربعي وبشير بن عمرو إلى معاوية ـ قبل القتال ـ يدعونه إلى الطاعة والجماعة ٤ / ٥٧٣. وكان يُقاتل مع علي بصفّين ٤ / ٥٧٤. وكان من أوّل النّاس في إجابة أمير المؤمنين إلى ما يُريد ٥ / ٧٩ ، وسرّحه أمير المؤمنين (عليه السّلام) في إثر غارة سفيان بن عوف على الأنبار والهيت ، فخرج في طلبهم حتّى جاز هيت فلمْ يلحقهم ٥ / ١٣٤ ، ثمّ لا نعثر له على ذكر ولا أثر في التاريخ ، فلعلّ حبسه لأبي حرب السّبيعي كان يوم عمله على همدان ، أو الرّي على عهد عثمان.
(٢) ٥ / ٤٢١. قال أبو مِخْنف : عن عبد الله بن عاصم ، عن الضحاك بن ، عبد الله المشرقي.