يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) لي ولأخي ، أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟».
فقال له شمر بن ذي الجوشن : هو يعبد الله على حرف ، إنْ كان يدري ما يقول (١).
فقال حبيب بن مظاهر : والله ، إنّي لأراك تعبد الله على سبعين حرفاً ، وأنا أشهد ، أنّك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك.
ثمّ قال لهم الحسين (عليه السّلام) : «فإنْ كنتم في شكّ من هذا القول ، أفتشكون أثراً بعد؟ أمَا إنّي ابن بنت نبيّكم؟ فوالله ، ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري منكم ولا من غيركم ، أنا ابن بنت نبيّكم خاصّة.
أخبروني ، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال استهلكته؟ أو بقصاص من جراحة؟ ـ فأخذوا لا يكلّمونه ... ـ فنادى : يا شبث بن ربعي ويا حجّار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد بن الحرّث ، ألمْ تكتبوا إليّ أنْ قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب ، وطمّت الجمام (٢) وإنّما تقدم على جند لك مجنّد ، فأقبل؟!
قالوا له : لمْ نفعل (٣).
_________________
فتح تُستر ٤ / ٨٦. وكان ممّن حرّض النّاس بالبصرة سنة (٣٥ هـ) لنصرة عثمان ٤ / ٣٥٢. وكان ممّن استعان بهم زياد بن أبيه بالبصرة سنة (٤٥ هـ) ٥ / ٢٢٤. وكان يوم عاشوراء بالبصرة ، وفي سنة (٦٤ هـ) بعد مقتل ابن زياد أمّره ابن الزبير على البصرة ، فصلّى بالنّاس أربعين يوماً ٥ / ٥٢٨. فلمّا وُلّي الحجّاج المدينة سنة (٦٤ هـ) لعبد الملك واستخفّ أصحاب رسول الله ، فختم في أعناقهم ؛ ختم في عنق : أنس ، يُريد أنْ يُذلّه بذلك انتقاماً لتولّيه لابن الزبير ٦ / ١٩٥.
(١) ورواه السّبط ٢٥٢ / ، ط النّجف. وعلى حرف ، أي : على طرف من الإيمان ، لا صلبه.
(٢) الجمام : جمع جمّة ، وهو : المكان الذي يجتمع فيه الماء. وطمّ ، أي : امتلأ. وقد مضت ترجمة هؤلاء فيمَن كتب إلى الإمام (عليه السّلام) من أهل الكوفة من المنافقين.
(٣) وقال سبط ابن الجوزي ، أنّهم قالوا : ما ندري ما تقول. وكان الحرّ بن يزيد اليربوعي من