العريضة حتّى يأمن ويُأمّن أهل بيته ، وأصبح في أيديكم كالأسير ، لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع ضرّاً ، وحلأ تموه ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهوديّ والمجوسيّ والنّصراني ، وتمرّغ فيه خنازير السّواد وكلابه ، وهاهم أولاء قد صرعهم العطش ، بئسما خلفتم محمّداً في ذرّيته (ص)! لاسقاكم الله يوم الظّمأ! ، إنْ لمْ تتوبوا وتنزعوا عمّا أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه (١).
فحملت عليه رجّالة لهم ترميه بالنّبل ، فأقبل حتّى وقف أمام الحسين (عليه السّلام) (٢).
وكان يزيد بن زياد بن المهاصر ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى الحسين (ع) ، فلمّا ردّوا الشروط على الحسين (عليه السّلام) مال إليه (٣) [، فهو ممّن اهتدى يوم عاشوراء بخطبة الحرّ الرياحي].
_________________
(١) وفي الإرشاد / ٢٣٥ ، والتذكرة / ٢٥٢.
(٢) عن أبي جناب الكلبي ، عن عديّ بن حرملة ، قال ٥ / ٤٢٧ ، والمفيد في الإرشاد / ٢٣٥.
(٣) حدّثني ، فضيل بن خديج الكندي : أنّ يزيد بن زياد ، وهو أبو الشعثاء الكندي من بني بهدلة ٥ / ٤٤٥.