(عليه السّلام) نسب إلى أبي مِخْنف ، ومن العلوم الواضح أنّه ليس لأبي مِخْنف ، وإنما هو من جمع جامع غير أبي مِخْنف ، ولا يُدرى بالضبط متى؟ وأين؟ وممّن وُجد هذا الكتاب؟ ومتى طُبع لأوّل مرّة؟.
يقول الإمام شرف الدين (قدّه) : ولا يُخفى أنّ الكتاب المتداول في مقتله (عليه السّلام) ، المنسوب إلى أبي مِخْنف ، قد اشتمل على كثير من الأحاديث التي لا علم لأبي مِخْنف به ، وإنّما هي مكذوبة على الرجل ، وقد كثرت عليه الكذّابة وهذا شاهد على جلالته (١).
وقال المحدّث القميّ : وليعلم إنّ لأبي مِخْنف كتباً كثيرةً في التاريخ والسير ، منها كتاب : مقتل الحسين (عليه السّلام) الذي نقل عنه أعاظم العلماء المتقدّمين واعتمدوا عليه ... ، ولكن للأسف أنّه فُقد ولا يوجد منه نسخة ، وأمّا المقتل الذي بأيدينا وينسب إليه ، فليس له ، بل ولا لأحد من المؤرخين المعتمدين ، ومن أراد تصديق ذلك ، فليقابل ما في هذا المقتل وما نقله الطبري وغيره عنه حتّى يعلم ذلك ، وقد بيّنت ذلك في نفس المهموم في : طرمّاح بن عدي ، والله ، العالم (٢).
فلمْ يكن لي بدّ ـ وأنّا أريد تحقيق الكتاب ـ أنْ أنظر ما في هذا المقتل الموضوع ، فمن المقطوع به أنّ الكتاب من جمع جامع غير أبي مِخْنف ، ولا يُدري مَن هو هذا الجامع ومتى جمعه؟ والذي يبدو لي أنّه كان من العرب المتأخّرين غير عارف بالتاريخ والحديث والرجال ، وحتّى الأدب العربي ؛ فإنّه يستعمل في الكتاب كلمات هي من استعمال العرب المتأخّرين باللغة الدارجة العاميّة.
والكتاب يشتمل على : مئة وخمسين حديثاً ، يتخلّلها ستّ أحاديث مرسلة
_________________
(١) مؤلّفو الشيعة في صدر الإسلام / ٤٢ ، ط النّجاح.
(٢) الكِنى والألقاب ١ / ١٤٨ ، ونفس المهموم / ١٩٥ ، ومقدمته / ٨ ، ط بصيرتي.