وقاتل قتالاً شديداً ، [وهو] يقول :
أنا زهير وانا ابن القين |
|
اذودهم بالسّيف عن حسين (١) |
فشدّ عليه كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر بن أوس ، فقتلاه [رحمة الله عليه].
[مقتل نافع بن هلال الجملي] (٢)
وكان نافع بن هلال الجمليّ قد كتب اسمه على أفواق نبله ، فجعل يرمي بها مسوّمة ، وهو يقول : أنا الجملي ، أنا على دين علي (ع) ، فقتل اثنى عشر من أصحاب عمر بن سعد ، سوى مَن جُرح.
[وجُرح و] كُسرت عضداه فأخذه شمر بن ذي الجوشن ، ومعه أصحاب له أسيراً يسوقون [ـه] حتّى أتى به عمر بن سعد ، والدماء تسيل على لحيته.
فقال له عمر بن سعد : ويحك يا نافع! ما حملك على ما صنعت بنفسك؟
قال : إنّ ربّي يعلم ما أردت ، والله ، لقد قتلت منكم اثنى عشر سوى مَن جرحتُ ، وما ألوم نفسي على الجهد ، ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني.
فقال له شمر : أقتله أصلحك الله؟
قال : إنْ شئت فاقتله. فانتضى شمر سيفه.
فقال له نافع : أمَا والله ، أنْ لو كنت من المسلمين ، لعظم عليك أنْ تلقى الله
_________________
(١) رواها السّبط / ٢٥٣ ، ط النّجف.
(٢) هو الذي كان قد بعث فرسه مع الطرمّاح بن عَدي إلى الإمام (عليه السّلام) في طريقه إلى الكوفة ٥ / ٤٠٥. ولمّا اشتدّ العطش بالإمام (عليه السّلام) وأصحابه دعا أخاه العبّاس بن علي (عليه السّلام) ، فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ، واستقدم أمامهم نافع بن هلال ورحّب به عمرو بن الحجّاج ، وقال : اشرب هنيئاً. فقال : لا والله ، لا اشرب منه قطرة وحسين (ع) عطشان ٥ / ٤١٢. ولمّا خرج علي بن قرظة أخو عمرو بن قرظة الأنصاري ، فحمل على الحسين (عليه السّلام) اعترضه نافع بن هلال المرادي ، فطعنه فصرعه ٥ / ٤٣٤.