فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي (١) : والله ، لأشدنّ عليه. فقلت له : سبحان الله! وما تريد إلى ذلك ، يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتووه. فقال : والله ، لأشدّن عليه.
فشدّ عليه فما ولّى حتّى ضرب رأسه بالسّيف ، فوقع الغلام لوجهه ، فقال : يا عمّاه!
فجلّى الحسين (عليه السّلام) كما يجلّى الصّقر ، ثمّ شدّ شدّة ليث أغضب فضرب عمرواً بالسّيف فاتّقاه بالسّاعد ، فأطنّها من لدن المرفق ، وجالت الخيل فوطئته حتّى مات.
وانجلت الغبرة ، فإذا بالحسين (عليه السّلام) قائم على رأس الغلام والغلام يفحص برجليه ، وحسين (عليه السّلام) يقول :
«بُعداً لقوم قتلوك ، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك. عزّ والله ، على عمّك أنْ تدعوه فلا يُجيبك ، أو يُجيبك ثمّ لا ينفعك ، صوت والله ، كثُر واتره وقلّ ناصره».
ثمّ احتمله ، فكأنّي أنظر إلى رجلي الغلام يخطّان في الأرض ، وقد وضع الحسين (ع) صدره على صدره ، فجاء به حتّى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين (ع) ، وحوله قتلى من أهل بيته.
فسألت عن الغلام. فقِيل : هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (٢) (عليه السّلام).
* * *
_________________
(١) وجاء اسمه في ٥ / ٤٦٨ : سعد بن عمرو بن نفيل الأزدي ، وكلاهما برواية أبي مِخْنَف.
(٢) حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤٤٧. والمفيد في الإرشاد / ٢٣٩.