فان يقتلوا فكل نفس تقيةٍ |
|
على الأرض قد اضحت لذلك واجمة |
وما إن رأى الرّاؤون أفضل منهم |
|
لدى الموت سادات وزهرا قماقمة |
أتقتلهم ظلماً وترجو ودادنا |
|
فدع خطّة ليست لنا بملائمة |
لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم |
|
فكم ناقم منّا عليكم وناقمة |
أهمّ مراراً أن أسير بجحفل |
|
إلى فئة زاغت عن الحقّ ظالمة |
فكفّوا وإلا ذدتكم في كتائب |
|
اشدّ عليكم من زحوف الديالمة (١) و (٢) |
_________________
(١) حدّثني عبد الرحمن بن جندب الأزدي ، قال ٥ / ٤٦٩.
(٢) وإنّما كان يُضرب المثل بالدّيالمة لشدّة بطشهم في حروب المقاومة بعد سقوط السّاسانيّين. وكان ابن الحرّ من شيعة عثمان ، فلمّا قُتل خرج من الكوفة إلى معاوية ، ولمّ يزل معه حتّى قُتل علي (عليه السّلام) ٥ / ١٢٨ ، فقدم الكوفة.
وكان عند أخذ حجر ، يتمنّى لوساعده عشرة وخمسة ؛ ليستنقذ بهم حجراً وأصحابه ٥ / ٢٧١. ودعاه الحسين (عليه السّلام) إلى الخروج معه ، فقال : والله ، ما خرجت من الكوفة إلاّ كراهة أنْ تدخلها وأنا بها. فقال الحسين (عليه السّلام) : «فإنْ لا تنصرنا ، فاتّقِ الله أنْ تكون ممّن يُقاتلنا ، فوالله ، لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لا ينصرنا إلاّ هلك» ٥ / ٤٠٧.
فلمّا مات يزيد وهرب ابن زياد وثار المختار ، خرج في سبعمئة فارس إلى المدائن فكان يأخذ الأموال ، فحبس المختار امرأته بالكوفة ، وقال : لأقتلنّ أصحابه ٥ / ١٢٩. فلحق ابن الحرّ بمصعب بن الزبير وحارب المختار ٥ / ١٠٥. وهوالذي أشار على مصعب بعد قتل المختار ، بقتل الموالي من أصحابه وترك العرب ، ففعل ٥ / ١١٦. ثمّ خافه مصعب على نفسه فحبسه ، فشفع فيه قوم من مذحج فأطلقه فخرج عليه ٥ / ١٣١. ثمّ لحق بعبدالملك بن مروان فأرجعه إلى الكوفة ، وعليها عامل ابن الزبير فحاربه حتّى قتله سنة (٦٨ هـ) ٥ / ١٣٥ وقد سبقت ترجمته عند ذكر خبر ملاقاته الإمام (عليه السّلام) له في قصر بني مقاتل ، في الطريق إلى كربلاء.
خاتمة :
برحمته تعإلى ـ ذكره ـ انتهت أخبار الإمام الحسين (عليه السّلام) الموجودة في تاريخ الطبري ، عن هشام الكلبي ، عن أبي مِخْنَف ، عن رواته ومحدّثيه مع تحقيقها والتعليق عليها. واتّفق أنْ جعلنا المصدر الأوّل للتعليق : تاريخ الطبري ـ أيضاً ـ إلاً ما لمْ نجده فيه ، والحمد لله ربِّ العالمين.