والثانى منها : أن تذكر (كل) وهى غير مؤكّدة بعد النفى أو النهى كذلك ، نحو : لم أفهم كلّ الدرس ، والمفهوم منه كالمفهوم من التركيب الأول ، حيث يتوجه النفى إلى الكلّية أو المجموع ، ولا يتوجه إلى أجزاء الكلّ ، فيحتمل المعنى البعضية ، ويكون المفهوم فهمت بعض الدرس.
فتقول لذلك : لا تكرم كلّ القوم وأكرم بعضهم أو أحدهم. ولا تلم كلّ طلبة الفرقة ، وإنما لم من أخطأ منهم.
والثالث منها : أن تذكر (كل) قبل أداة النفى أو أداة النهى ، نحو : كل الدرس لم أفهم ، وفيه يتوجه النفى أو النهى إلى المعنى بعدهما ، دون الكلية أو المجموع ، فالنفى فى المثال السابق متوجّه إلى الفهم ، أما الكلية فمحكوم عليها بعدم الفهم ؛ لأن الجملة الفعلية المنفية خبر المبتدإ.
فى قول أبى النجم :
فقد أصبحت أمّ الخيار تدّعى |
|
علىّ ذنبا كلّه لم أصنع (١) |
برفع (كل) ؛ لأن مرادة أنه لم يصنع الذنب كلّه ، ولم يصنع بعضه ، فرفع كلا حتى تكون فى موقع الابتدائية ، فيحكم عليها بعدم الصنع ، ويتوجه النفى إلى ما بعد الكلية وهو الصنع ، فبالرفع ينفى الصنع عن كلّ الذنب وعن بعضه.
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٨٥ / معانى القرآن للفراء ٢ ـ ٩٥ / معانى القرآن للأخفش ١ ـ ٢٥٣ / المسائل البصريات ١ ـ ٦٣٤ / الخصائص ١ ـ ٢٩٢ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٢٠١ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٣٠ / المساعد ٢ ـ ٣٩٤ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٦١٥.
(قد) حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (أصبحت) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح.
والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (أم) اسم أصبح مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل ، وفاعله ضمير مستتر ، تقديره : هى ، والجملة الفعلية فى محل نصب خبر أصبح. (على) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالادعاء. (ذنبا) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (كله) كل : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر مضاف إليه. (لم) حرف نفى وجزم مبنى لا محل له من الإعراب. (أصنع) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر للروى ، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا ، والجملة الفعلية فى محل رفع خبر المبتدأ ، والجملة الاسمية فى محل نصب نعت لذنب.