الاشتمال منعها بعض النحاة ومنهم ابن عصفور (١) ، وتبريرهم لذلك خلوّ الجملة الواقعة خبرا من ضمير يعود على المبتدإ ، فالضمير (إياه) فى التراكيب الأربعة ، وإن كان واقعا فى جملة الخبر ، وهو عائد على الثلث ، فهو من جملة أخرى ؛ لأن البدل فى نية تكرير العامل ، فكأنك قلت : إياه أكلت.
إبدال المظهر من المضمر : نحو : محمد أكرمته أخاك ، حيث المظهر (أخا) بدل مطابق من ضمير الغائب المفعول به الهاء ، وهو منصوب وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة.
ومنه قول بعض العرب : اللهمّ صلّ عليه الربّ الرحيم ، أبدل الاسم المظهر (الرب) من الضمير الفاعل المستتر فى (صلّ).
ويجعلون من ذلك قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) [الأنبياء : ٣] فى أحد التوجهات الإعرابية لهذا الموضع ، حيث يبدل الاسم الموصول (الذين ظلموا) من الضمير الفاعل (واو الجماعة) فى (أسروا) ، ويكون فى محل رفع (٢).
ومنه : الجارية أعجبتنى حسنها ، (حسن) بدل من الضمير المستتر فى (أعجب).
ومن إبدال المظهر من المضمر الحاضر قوله تعالى : (إِنَّا كُلٌّ فِيها) [غافر : ٤٨] بنصب ، (كل) فى قراءة ابن السميفع وعيسى بن عمر ، ومن أوجه نصبها أن تكون بدلا من اسم (إن) ضمير المتكلمين ، وفيها وجهان آخران : هما النصب على الحالية ، والنصب على أنها توكيد لاسم إن ، على أن التنوين فى (كل) عوض من الضمير الواجب إضافته إليها لإفادة التوكيد.
__________________
(١) ينظر : شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ١ ـ ٢٨٨ ، ٢٨٩ / شرح القمولى على الكافية ٢ ـ ٥٠٢.
(٢) فى الموقع الإعرابى للاسم الموصول أوجه أخرى غير البدلية التى ذكرت ، وهى :
أ ـ أن يكون فى محل رفع فاعل الفعل (أسر) والواو علامة جمع ، كما هو فى لغة أزد شنوءة فى الفاعل الجمع والمثنى ، حيث يلحقون بالفعل ما يدل على الجمع والتثنية.
ب ـ أن يكون مبتدأ مؤخرا ، خبره المقدم الجملة الفعلية (أسروا).
ج ـ أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف ، والتقدير : هم الذين ظلموا.